روما، الاثنين 16 يناير 2012 (ZENIT.org). – إن الموارنة الذين تعود جذورهم إلى القديس مارون ، ليسوا فقط طقساً شرقياً في الكنيسة الكاثوليكيّة، إنما الكنيسة الوحيدة الشرقيّة التي لم تنفصل عن روما.
يستعملون بدل اللغة اللاتينيّة اللغة الليتورجيّة السريانيّة، لغة أراميّة قديمة. في منطقة حيث عدد السكان المسيحيين لا يتجاوز الخمسين ألف مؤمن، تعتبر الكنيسة المارونيّة، التي تضمّ 12 ألف مؤمن من أصر الجماعات الكاثوليكيّة. تأثرت بالهجرة، وبالأخص باتجاه الضفّة الغربيّة.
أجرى بالتعاون ومساعدة الكنيسة التي تتألم، مارك ريديمان مقابلة لـ Where God Weeps (حيث يبكي الله) مع المونسينيور بول نبيل صيّاح أسقف الموارنة لحيفا والأراضي المقدّسة.
إن جماعتكم هي منتشرة جغرافيّاً، فحوالي 12 ألف في الأراضي المقدسة وحوالي 800 ألف في لبنان، من 7 إلى 10 ملايين في العالم أجمع. كيف تستطيعون إدارة جماعة متفرّقة وما دوركم كراعي؟
مونسينيور صيّاح: إن رعيّتي مشتتة جدّاً، وتشمل إسرائيل، الأردن، أورشليم وفلسطين بكيانين مختلفين. كيف يمكننا إدارتهما؟ يجب عليّ أن أكون حاضراً دائما، أن أكون مسئولا عن الشعب، أي أن أكون الأقرب إلى الناس عادةً، يتوجب علينا ثلاث مسؤوليّات أساسيّة: علينا أن نحاول إيصال الرسالة لجماعاتنا ونقدّم لشعبنا جميع الأسرار والخدمات التي يحتاجها، ونحاول قدر المستطاع أن نكون في خدمة الناس لاسيما من الناحية الاجتماعية والنفسيّة وبجميع الأشكال.
يجد المسيحيون العرب أنفسهم بين نارين: واحدة هي التطرف الإسلامي والثانية هي التطرف الصهيوني. هل هي لعنة أم بركة للمسيحيين العرب؟
مونسينيور صيّاح: نشكر الله أنهم ليسوا جميعاً متطرفين، هناك العديد من اليهود والمسلمين الصالحين، وهو أمر واقع للمسيحيين في الأراضي المقدسة، شئنا أم أبينا، فإنّ الركيزة الأساسيّة هي أننا عرب بالنسبة إلى اليهود ويعني أننا إرهابيين أما المسلمين فيعتبروننا مسيحيين يعني أننا كافرين بالنسبة لهم. جيّد. هذا هو الواقع وهكذا سيبقى وسيستمرّ دوماً. فهل هي لعنة أم بركة؟ بالحقيقة أنا لا أعلم. الواقع الملموس هو أننا هنا. وُجدنا لكي نبقى. نحن موجودون في الأراضي المقدسة منذ حوالي الـ600 سنة قبل الإسلام ونعلم أن حياتنا ليست سهلة، ولكن؟ إن الصليب هو الصليب وسنحمله، لأن القيامة موجودة: هذه هي حياتنا ورسالتنا وسنحافظ عليها.
* * *
نقلته إلى العربية م. ي.
(يتبع)