كما هي العادة في كل صباح، يحتفل البابا فرنسيس بالقدّاس الإلهي بدار القديسة مارتا حيث لا يزال يعيش، أمّا يوم الأحد فقد تحدّث بعظته عن ضحايا الحروب، شارك بالقداس حوالي الـ 80 شخصًا بقيادة المونسينيور فينشانسو بيلفي، الذي احتفل مع الحبر الأعظم بالقدّاس.
أمّا المميّز بأن العائلات التي شاركت في القداس هي عائلات الجنود، الذين وقعوا ضحايا خلال مهامهم في أفغانستان، وبعض الجنود المصابين خلال الحروب.
قال البابا: “نحن اليوم، جئنا لنصلّي من أجل أمواتنا، ومصابينا، أي مصابين تلك الساحات التي هي الحروب! أنها انتحار الإنسانيّة، لأنها تقتل القلب، تقتل بالتحديد حيث رسالة الربّ: تقتل الحبّ! لأن الحرب تأتي من الكره، من الحسد، من الرغبة بالسلطة، ومن ذلك العطش لسلطة أقوى”.
ومن ناحيته شرح المونسينيور بيلفي، أمام الحاضرين من 50 شخصًا من أهالي الـ 24 فقيدًا والـ 13 جريحًا، بأن يوم 2 يونيو تحتفل إيطاليا بعيد الوطن وهو عبارة عن “عربون حبّ تجاه عائلات الجنود”.
البابا فرنسيس أكّد على أن “ربنا يسمع صلاة الجميع، هو ربّ الكبير والصغير، وهو الرب الشخصيّ، يستمع للجميع ويحب الجميع بقلب كبير”.
وتساءل البابا عن الحروب، لماذا، كبار الأرض يريدون حلّ المشاكل المحليّة، الاقتصادية والسياسيّة فقط عبر الحروب؟ لماذا الأموال أهمّ من البشر بالنسبة لهم؟ الحروب هي فعلاً عبادة الأموال، والكره، الكره الذي يقود إلى قتل الأخ وقتل الحبّ.
عندها أعاد البابا كلام الرب: “قايين، أين أخوك؟ اليوم يمكننا سماع هذا الصوت: أنه الرب يبكي، يبكي من أجل هذه الساحات، والذي يقول لنا جميعاً ’أين أخوك؟’ أي لجميع الأقوياء على وجه الأرض: ’أين أخوك؟’ أي ما الذي صنعتموه!”.
واختتم البابا بالصلاة “أبعد عنّا جميع المساوئ، مع الدموع، دموع القلب. أنظر إلينا أيها الرب، واشفق علينا، لأننا حزانى، ويائسين. أنظر إلى بؤسنا وألمنا وأغفر لنا خطايانا، لأن خلف كل حرب أخطاء كثيرة”. ولقد أختتم القداس بصلاة إلى إيطاليا بمناسبة عيدها.
ثم حيّى الجميع فرداً فرداً، كما هي العادة، وقدّمت له هدّية وهي عبارة عن لوحة تمثل القديس يوسف العامل المجتهد.