لقد اعتدنا على البابا فرنسيس الذي في عظته كل صباح، يوقظ فينا الضمير. و بهذه العظة ركّز على موضوع الفساد الذي هو معاكس للقداسة. ثم شرح بأن هناك ثلاث انواع من المسيحيّة في الكنيسة: الأول الخاطئين، الثاني الفاسدين أمّا الثالث فهو القديسين.
عندها أكّد البابا بأننا جميعنا ننتمي إلى فئة الخاطئين، ومن منّا لا يشعر بذلك، ليس عليه إلا أن يلتجئ إلى طبيب يساعده على اكتشاف ذلك.
أمّا الموضوع الأهم بالنسبة للبابا، والذي ركزّ عليه كثيراً فهو موضوع الفساد. شرح البابا بأن الفاسدين هم “من كانوا خاطئين كالجميع” ولكن “تقدّموا” وأصبحوا “مثبتين بالخطيئة”، كما أنهم ليسوا “بحاجة إلى الله بعد اليوم”. ولكن، وبما أنهم لم يستطيعوا المضيّ دون إله فقد اخترعوا إلهاً خاصاً الذي هو ذاتهم.
ولا يجب أن ننسى بأن الفساد موجود أيضاً لدى المسيحيين، فعندما نقوم باستقبال الآخرين بغية المصلحة الخاصة، هذا أيضاً يعتبر فساداً. فالفاسدين هم، حسب ما قال البابا فرنسيس: “أكثر من ينسى”، لأنهم نسوا حب الله وأصبحوا “محبين لذاتهم”.
طلب البابا من الله قائلاً: “كم من سوء يحدق بالفاسدين في مجتمعنا المسيحي! ليخلصنا الله من الوقوع في طريق الفساد هذا”.
وذكّر البابا فرنسيس بمناسبة مرور خمسين سنة على وفاة الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين “نموذج القداسة”، أننا جميعنا قدّيسين.
معتبراً بأن القديسين هم: “من يطيعون المسيح، ويحبون المسيح، من لم ينسوا الحبّ الذي من خلاله صنع المسيح الكرم”، وكما أن الفاسدين سيدمرون الكنيسة، هكذا سيبنيها القديسون.
وأخيراً قال البابا فرنسيس طالباً من الله “نعمة أن نشعر بأننا خاطئين”، ليس عموماً بل بالأخطاء الحقيقيّة التي نقترفها، وهكذا “نعمة ألا نصبح فاسدين: خطأة ولكن ليس فاسدين!”.