يقوم البابا فرنسيس بنداءات عديدة يطالب فيها، كما فعل قبله البابا الفخري بندكتس السادس عشر، وقف هدر الدماء وتجريح الشرق الجميل، ذات التاريخ العريق، حيث تعمل المنظمات والكنيسة الكاثوليكيّة بجهد لمساعدة الدول المحيطة، التي تتوافد اليها أعداد هائلة من اللاجئين.
أعلن ممثّل عن المجمع الحبري “قلب واحد” بأن الكنيسة الكاثوليكيّة قد تبرعت بأكثر من 25 مليون يورو (أي ما يعادل 33 مليون دولار)، لمساعدة هذه الشعوب المنتشرة في لبنان، تركيا، الأردن وكامل الشرق الأوسط.
الملفت في هذا الأمر أن مؤسسة كاريتاس لبنان هي أكثر من يعمل بجهد لمساعدة اللاجئين والهاربين من الحرب في سوريا. ولذلك قامت زينيت بإجراء مقابلة مع الأب سيمون فضّول، رئيس كاريتاس لبنان، الذي تحدّث عن الدور الذي تلعبه كاريتاس لبنان خلال هذه الأيام، إزاء الوضع الراهن في سوريا، وعن تأثيره السلبي الذي يغمر المنطقة وبالأخصّ البلدان التي تحيط بسوريا.
تحدّث الأب فضّول عن التحديات التي تواجهها كاريتاس لبنان اليوم، فقد قال بأن أولى الصعاب التي يواجهونها اليوم هي عدم توفر الأموال التي تهدف إلى تنفيذ المشاريع والمخططات التي رسمت لمساعدة اللاجئين، والثانية هي عدم توفّر الأشخاص داخل البلاد الذين بإمكانهم المساعدة، والأصعب هو عدم تمكنهم من انهاء عملهم، إذ ان المتوافدين يزدادون يوماً بعد يوم، لأن الوضع سيء جدّأً، والخطير جدّاً هو الأمراض التي بدأت تنتشر في المخيمات بسبب عدم توفّر المياه والإمدادات الصحيّة الضروريّة، والأولاد المتروكين في كل الزوايا، والذين من المؤكد أنهم لن يحظوا بالتربية والتعليم المناسبين، والنساء اللواتي يعانين من العنف الجسدي… كذلك، الوضع في المخيمات يرثى له.
ثم تحدّث عن زيارة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة، الى المخيمات، وكيف أنه تمكن من رؤية الوضع البائس شخصيّاً.
أمّا بالنسبة لتأثير الوضع على لبنان، فقال الأب فضّول: “تحد كبير آخر هو تأثير هؤلاء اللاجئين على الشعب اللبناني، على الثقافة، على المؤسسات وعلى التغيرات الديموغرافيّة. ومع ’الحرب الدينيّة’ المندلعة بقوّة ، الوضع أكثر خطورة بالأخص مع توافد الملايين من اللاجئين وبالأخص الإسلام”.
وإجابةً على إذا ما كان الرئيس الأسد يبغي استعمال الأسلحة النوويّة، قال الأب فضّول بأنه ليس على علم بأمر كهذا.
ثمّ أكّد الأب بأنهم لم يطالبوا بإخلاء سبيل أي من المخطوفين، ولا حتى الأسقفين، إذ ان الحكومة هي المسؤولة عن هذه الأعمال، لأن الجبهات الموجودة مختلفة، وكل جبهة تتبع أوامر بلادها… والأساقفة الذين خطفوا كانوا يحاولون المطالبة بإخلاء سبيل العديد من المخطوفين.
أضاف الأب سيمون، بما يتعلّق بلقائه مع البابا فرنسيس، بأن الحبر الأعظم يبعث بسلام كبير للشعب اللبناني، وبالأخص المتطوعين لدى كاريتاس لبنان، قائلاً:”انكم تمسحون دموع الله”، قال البابا ذلك وهو متأثّر جدّاً.
سؤل الأب فضّول عما يودّ أن يقوله إلى القرّاء الذين يبغون المساعدة، فأجاب بأن تقدمة المساعدات لكاريتاس لبنان أو لأيّة كاريتاس في المنطقة هي أفضل وسيلة للمساعدة. ويمكنهم أيضاً الصلاة من أجل الإخوة والأخوات المسيحيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً هذه الأيام.