لقد تمّ توقيف جندي شاب بتهمة المشاركة بمظاهرة للمثليين. ولذلك لقد قام ببعث رسالة إلى رئيس الجمهوريّة الفرنسيّة هولاند.
كتب هذا الجنديّ برسالته إلى الرئيس طالباً منه بلطف، أن يسحب جميع الأوسمة العسكريّة. لقد اعتبر بأن الإساءة والإهانة التي عومل بهما لا تسمحان له بإعادة استعمال هذه الأوسمة، إذ ان هذه الأوسمة هي علامة شرف قدّمها الوطن له.
علماً أن هذا الجنديّ هو متخرّج من المدرسة العسكريّة، وهو محامي في الأمور المدنيّة، وحائز على شهادتين في العلاقات الدوليّة للأمن والدفاع، وهو كان يعتبر نفسه جديرا بحمل هذه الأوسمة.
وشرح بهذه المناسبة كيف وجد في ذلك المكان، علماً أنه لا يسكن في العاصمة، كان يمرّ من هناك بعد زيارة له لجندي. شدّ انتباهه ما يجري، واقترب منهم بدافع الحشريّة.
ثم أخبر عما جرى أمامه في تلك المظاهرة التي اعتدى الشرطيون فيها على بعض الشباب المشاركين في المظاهرة.
ولقد أصرّ على أنه تمّ إيقافه دون سبب، علماً أنه كان من المشاهدين وليس من المشاركين. ولا يمكنه أن ينسى الكلمات التي تلفّظ بها الحاكم والتي هي نقل لرسالة وزير الدفاع السيّد كادر عارف.
قال: “ايها الرئيس، خلال هذه الساعات لقد اتيحت لي الفرصة بالتحدّث الى الموقوفين الذين هم من القياديين وطلّاب في الجامعات، وهذا قد أدى بي للتفكير كيف يتمّ سجن المميزين حتى لا يحرّكوا الوعي.
وتابع قائلاً: “أنا متأسّف جدّاً من هذه التصرفات، واشعر بالإهانة في صميم قلبي، واطلب منكم بلطف، سحب أوسمتي التي كانت تجعلني أفتخر بتمثيل الحب العميق لبلادي ولواجباتي تجاه الوطن. يمكن الموت من أجل كاتدرائيّة وليس من أجل حجارة، من أجل شعب وليس من أجل مجموعة”. هذه بعض من العبرات التي استشهد بها من كلام قاله أنطوان دي سان إكسوبيري.
وانهى رسالته بالشكر الجزيل، طالباً من الرئيس أن يقبل جزيل الإحترام الذي يقدمه له.