كلمة البطريرك الراعي- في الجمعية العمومية للمؤسسة الاجتماعية المارونية – بكركي، الأربعاء 26 حزيران 2013

“الشخص البشري هو الغاية أمّا السياسة والاقتصاد فوسائل”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

صاحب الغبطة والنيافة

إخواني السادة المطارنة والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات

السادة أعضاء جلس الإدارة الحاليين والسابقين

1. يسعدني أن أرحّب بكم في هذه الجمعية العمومية التي تجمعنا بدعوة من سيادة أخينا المطران رولان أبو جوده، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاجتماعية المارونية. إنّني أحيّيه مع مديرها العام الأب نادر نادر، ومعاونيهما فيها والموظفين. وأودّ أن أشكرهم باسمكم، وأعضاء مجلس الإدارة، على ما أنجزوا من أعمال سنطّلع عليها بالتفصيل في التقرير السنوي لعام 2012، الذي سيُتلى علينا.

وإننا نشكر الله معكم على ما تمّ من مشاريع إسكانية، بعد إنجاز وتسليم 1725 شقة سكنية في منطقة جبل لبنان، بالتعاون مع المؤسسة العامة للإسكان. فيقدّم لنا التقرير مشاريع خارج هذه المنطقة، بعضها قيد التنفيذ في كلٍّ من القْرَيّة (شرقيّ صيدا) وأرده (قضاء زغرتا)، بحيث يؤمّن المشروعان 157 شقّة، و27 محلاًّ تجاريًّا، وثلاثة مشاريع أخرى قيد الإعداد في القبيّات وزحلة والعبادية، ويعرض التقرير مشاريع مستقبلية سنتوقّف عليها. وسنطّلع أخيرًا على مالية المؤسسة. وإنّا في المناسبة نعرب عن الشكر والتقدير لكل العاملين في قطاع المال والمحاسبة.

2. بعد يوبيل 25 سنة من حياة المؤسسة الذي احتفلنا به في العام الماضي، نحمد الله على ما تمّ إنجازه في الحقلَين: الإسكاني، والتعاضدي الاجتماعي الصحّي، ويتواصل النشاط فيهما ويكبر. إنّ عمل المؤسسة المزدوج هذا يندرج في إطار ما أوصى به المجمع البطريركي الماروني في نصّه العشرين: “الكنيسة المارونية والشأن الاجتماعي“. أوصى بتأمين حق أبناء كنيستنا في السكن من أجل إنشاء عائلة وتأمين استقرارها وثباتها وارتباطها بأرض الوطن؛ وبتأمين حقّهم في الصحة والطبابة (الفقرتان 31 و 36).

لكنّ المجمع يوصي أيضًا بحقّهم في العمل، بحيث تتأمّن لهم فرص عمل على أرض الوطن من أجل تحقيق ذواتهم، وتأمين عيشهم الكريم والمكتفي، وتجنّب هجرتهم، وتقديم مساهمتهم في نمو الشخص والمجتمع (الفقرة 34). كان هذا الموضوع قد طُرح على جمعيتنا العمومية السنة الماضية 2012 كما هو مدوّن في المحضر.

3. إنّ قطاع إيجاد فرص عمل، من خلال مشاريع إنمائية، صناعية، زراعية وخدماتية في المناطق الجبلية والوسطى، هو حاجة ماسّة اليوم، بسبب الضائقة الاقتصادية والمعيشية، وهجرة قوانا الحيّة، والحاجة الى تثبيت شعبنا، بخاصة الأجيال الطالعة، على أرض الوطن من أجل ما نحمل من دور ورسالة في منطقتنا الشرق أوسطية.

إذا أضافت مؤسستنا الاجتماعية المارونية هذا القطاع الانمائي على قطاعَي الإسكان والتعاضد الاجتماعي الصحّي، تمكّنت البطريركية المارونية من تقديم ثلاث خدمات أساسية لأبنائها وبناتها.

نأمل أن يُشكّل هذا الموضوع نقطة خاصّة من نقاشنا وتشاورنا، وأنتم تعلمون أن قداسة البابا فرنسيس جعل من قضية الفقراء والمعوزين والمرضى أولوية في خدمته الرسولية، وأرادها كذلك للكنيسة والمجتمع والدولة. فيجدر بنا أن نعمل في هذا الخط الكنسي، ونحن نعلم أن الفقر والعوز والمرضى قد تزايد في لبنان، والحالة الراهنة تشير إلى المزيد. ما يملي على الكنيسة أن تعمل مع ذوي الإرادات الحسنة على حمل قضية الفقراء والمرضى والمعوزين. فالبابا بندكتوس السادس عشر دعانا إلى تنظيم خدمة المحبة الاجتماعية، بحيث تكون شخصية وجماعية وكنسية. وقداسة البابا فرنسيس إتّخذ إسم القديس فرنسيس الأسيزي لكي يلتزم مع الكنيسة خدمة مَن هم الأكثر فقرًا وضعفًا وعوزًا. كما وجّه نداءً الى رجال السياسة والاقتصاد، مُذكّرًا إيّاهم أن الغاية الأولى والأساسية التي تُبرّر العمل السياسي والاقتصادي خدمةُ الانسان. فالشخص البشري هو الغاية أمّا السياسة والاقتصاد فوسائل. ولا بدّ من أن تنقل الكنيسة إلى السياسيين والاقتصاديين تعليمها الاجتماعي والانمائي الواسع والشامل. فلا يمكن القبول بانحراف العمل السياسي عندنا عن هذا الخط، ولا بسوء استعماله، ولا بتوظيفه من أجل مآرب شخصية وفئوية وحزبية على حساب المواطنين والخير العام.

نسأل الله أن يُكافئكم وكلّ العاملين في خدمة الانسان والعائلة على أتعابكم وتضحياتكم بفيضٍ من نعمه السماوية، وأن يُضيء علينا بأنوار روحه القدوس لكي نحسن قراءة حاجات شعبنا في زمننا الحاضر والدقيق. له المجد والتسبيح في كل حين، ولكم كل محبّتنا وصلاتنا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير