نعود دوماً للحديث عن العنف على النساء، انه لأمر مؤسف جدّاً! هل يجوز بعد ان وصلنا إلى هذه الدرجة من التقدم والثقافة، أن تظلّ المرأة التي هي نصف المجتمع مضطهدة بهذا الشكل؟ هل نسينا ان المرأة هي الأساس، في التربية والعائلة والمجتمع؟
أظهرت دراسات حديثة امريكية أن انتشار الأفلام الإباحية يسبب ازديادًا في ممارسة العنف على النساء، والمؤسف أنه قد تمّ تجاهلها.
كنا قد بدأنا نعتقد بأن التحرر من بعض العادات قريب، وبأن المساواة بين الرجل والمرأة قد أصبحت أمرًا طبيعيًّا. ولكن هذا أمر غير صحيح، أو على الأقل ليس كليّاً.
إن الدراسات الأمريكية أخذها بعين الاعتبار فقط الطبيب فينشينزو بوبو، طبيب إيطاليّ متخصص في علم الجنس، في المركز الإيطالي للعلوم الجنسية، يشارك الرأي ويعمل على النتائج.
ورد عن هذا الطبيب بأن الأفلام الإباحية تخلق ادمانًا ونوعًا من العواقب الوخيمة. حسب رأي الطبيب الإختصاصي في علم الجنس “ان مشاهدة الأعضاء التناسلية للجنسين بشكل متكرر يحمل على التراجع بالشعور بالإثارة العقلية، دون الانتباه من قبل الرجال والنساء: ان ذات الحافز الجنسي الذي يتكرر باستمرار، بعد وقت تزول فعاليته ويصبح الدماغ بحاجة لحوافز جديدة”.
أمّا الحوافز الجديدة فستكون بالتأكيد صور، مجلات وأفلام عنيفة، مع أطفال، حيوانات… وعندما يمل الدماغ من جديد من هذه الأشياء يصبح بحاجة إلى حوافز أقوى بعد، عندها ينتقل إلى العنف الفعليّ الجسديّ ليس فقط تجاه النساء بل أيضاً على الأطفال.
لذلك يجب على الكثيرين الاستماع إلى هذه الدراسات، بالأخص من منهم يدافع عن “حق المتعة”، دون يقين بأنهم لا يساعدوا على بناء المجتمع وتحرير الإنسان، بل على العكس يحملونه إلى التراجع، وهكذا تحولت المرأة من أداة للمتعة إلى ضحية العنف الجسدي.