في مقابلة أجرتها زينيت مع المحامي جوزيف فرح رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في كاريتاس والذي شارك باللقاء الذي طالب به البابا فرنسيس في روما لتنظيم مساعي الجمعيات الخيرية الكاثوليكية في مساعدة المحتاجين، قال فرح بأن فظاعة ما يدور في مخيمات اللاجئين لم يسبق له مثيل لا في كوسوفو، ولا في لبنان.

أفاد السيد جوزيف فرح أن هذه الأزمة هي حقًّا لا نهاية لها، فهي وبحسب رأيه أزمة بين السنة الشيعة، وأضاف أن الصراع اليوم أصبح داميًا لأن حزب الله تدخل للمساعدة في القتال من أجل حماية معالم دينية شيعية. ولكن ما يعني كاريتاس هو العمل الإنساني بخاصة مع الذين غادروا سوريا الى الأردن ولبنان وتركيا. ثم قال بأن تنظيم المساعدات ليس بسهل لأن عدد اللاجئين هائل والمخيف في صراع سني –شيعي هو أنه قد يدوم طويلا، وشدد أنه نظرًا للوضع الاقتصادي غير الجيد في لبنان نرى العديد من اللبنانيين يهاجرون مما يقلل من اليد العاملة اللبنانية.

علق المحامي على دعوة البابا فرنسيس للمجتمع الدولي الى حل تفاوضي بالقول هذا بالفعل ما يجب أن نستنتجه الآن، بالطبع يجب إيقاف الحرب، وشدد على أنه يجب على القوى العظمى أن تساهم بتخفيف شدة دموية هذه الحرب، فالعواقب الاجتماعية والإنسانية لا يمكن تصورها، وشبهها بحالة فقدان الوعي أو لامبالاة من المجتمع الدولي.

أشار فرح في حديثه عن الأماكن التي يصعب وصول المساعدات اليها قائلا أن المساعدات لا تصل الى الجميع ولكنهم يوصلونها الى لبنان والأردن وتركيا وأكد بأن المتطوعين يبذلون كل جهد في عملهم. من ثم تحدث عن اللقاء مع البابا آملا بأن تصبح المساعدات، وكما أراد البابا، منظمة، وأكثر فعالية. وحين سئل عما يمكن القيام به من أجل الرهائن والمطرانين الذين خطفا في حلب قال "هناك رهائن كل يوم" وأفصح بأنهم في تنقلاتهم اليومية يتحاشون المرور في بعض المناطق المشهورة بالخطف مقابل فدية وأكد انه الى جانب المطرانين هناك عدد كبير من المخطوفين ولا يتكلم أحد عنهم.

أما عن تعليقه على التالي:"لا يمكن أن ننسى بأن بولس التقى بالمسيح في دمشق، كذلك أعطت سوريا بابوات للكنيسة، ورهبان، وتراث روحي كبير، وأيضًا اليوم المسيحيون مهمون للمجتمع..." فقال أن البشر يميلون الى النسيان، وشدد أنه لا يجب أن ننسى بأن هذه الأرض هي أرض القديسين منذ مرور المسيح. وأعرب عن أسفه تجاه تضاؤل عدد المسيحيين وقال بأنه شيء سيء للمسيحيين وللمسلمين على حد سواء، هذا وأضاف بأن المسلمون يسعون للمصالحة والتفاهم والتواصل وبسحب ما قال هذا الأمر ناجح في لبنان بنسبة 90 بالمئة.

أخيرًا ختم بالقول أن المسيحي مدعو للتضامن مع أخيه الإنسان ويؤمن بشراكة جامعة وهذا رمز إيمانه. وذكّر بقول البابا: "الكنيسة من دون محبة ليست كنيسة!" وأمل بأن يعي الناس جميعًا ذلك ويعملون ليظهروا ايمانهم.

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس: الغذاء الذي نهدره هو كما لو سرقناه من مائدة الفقير والجائع!

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: أودُّ اليوم أن أتوقف حول مسألة البيئة، احتفالاً باليوم العالمي للبيئة. عندما نتحدث عن البيئة وعن الخلق يعود بي فكري لأولى صفحات الكتاب المقدس، إلى سفر التكوين الذي يؤكّد أن الله جعل الرجل والمرأة على الأرض ليفلحاها ويحرساها (راجع تك 2، 15) وأتسأل: ما معنى أن نفلح الأرض ونحرسها؟ هل نحرس الخليقة حقًا؟ أم نستغلّها ونهملها؟