انتشرت على صفحات كثيرة في إيطاليا والعالم أمس مقابلة طويلة مع البابا فرنسيس أقامها معه الأب أنطونيو سبادارو اليسوعي، والذي يدير الآن أشهر مجلة يسوعية في إيطاليا “الحضارة الكاثوليكية” (Civiltà Cattolica).
يفتتح سبادارو المقابلة شارحًا انطباعاته الأولى قبل المقابلة مع البابا، لافتًا إلى أن الحبر الأعظم ذهب للقائه ورافقه مضيافًا، وجرى بين “اليسوعيين” حوار سبق المقابلة تحدث فيه الأب الأقدس عن اللاهوتيين الأقرب إلى قلبه: هنري دو لوباك وميشيل دو سيرتو.
لم يلتزم سبادارو بالأسئلة التي كان قد كتبها، لأن الحوار “البركاني” مع البابا دفعه لكي يطرح سؤالاً أولاً مباشرًا جدًا: “من هو خورخي ماريا برغوليو؟”
على السؤال، هز البابا رأسه مشيرًا لقبوله السؤال وأجاب أولاً: “لا أعرف ما قد يكون الجواب الأصح. أنا خاطئ. هذا هو التعريف الأصح. وليس تعبيرًا عابرًا، أو أسلوبًا أدبيًا. أنا خاطئ”.
ويتابع البابا التفكير في السؤال، كما ولو كان بحاجة لتفكير أعمق بالمسألة فيقول: “نعم، يمكنني أن أقول أنني حدق بعض الشيء، أعرف أن أتصرف، ولكن بحق أنا ساذج أيضًا”.
“ولكن – أردف الأب الأقدس – الخلاصة الأفضل، تلك التي تنبع من باطني والتي أشعر بأنها الأحقّ، هي هذه: ’أنا خاطئ نظر إليه الرب‘”.
وأضاف مذكرًا بشعاره البابوي: “أنا شخص نظر إليه الرب. وشعاري ’ Miserando atque eligendo‘ (نظر إليه برحمة واختاره) لطالما كان حقيقيًا وملموسًا بالنسبة لي”.
ثم تابع مشيرًا إلى الأماكن القليلة التي يعرفها في روما، لافتًا إلى لوحة كارافاجو لدعوة متى العشار في كنيسة الفرنسيين المكرسة للقديس لويس: “إن إصبع يسوع الممدود نحو متى. هكذا أنا. هكذا أشعر بشأن ذاتي. مثل متى”.