التقى البابا فرنسيس بعد ظهر أمس الأحد بعميد وأساتذة وتلاميذ كلية اللاهوت الحبرية في كالياري وذلك في معرض زيارته الرسولية إلى الجزيرة. وافتتح البابا كلمته مصرحًا بأنه لا يبغي إلقاء محاضرة أكاديمية، بل يفضل أن يقدم بعض الخواطر “على صوتٍ عالٍ” تحمل خبرته “كإنسان وكراعي الكنيسة”.
وارتكز البابا في تأمله على نص تلميذي عماوس في الفصل 24 من إنجيل لوقا. وقام بقراءة وجودية للنص سلط فيها الضوء على أبعاد ثلاثة: الخيبة، الاستسلام والرجاء.
الخيبة
بالحديث عن الخيبة، نظر البابا إلى الظاهرة التي يعيشها التلميذان. فتلميذا عماوس يحملان إلى قلوبنا خبرة الألم والضياع اللذين تولدا من موت يسوع. يشعران بالخيبة بسبب المنحى الذي أخذته الأمور.
وشرح البابا أن الأزمة التي يعيشها التلميذان ليست بالضرورة علامة فشل وإحباط فقط. فكلمة أزمة تعني مخاطر وتعني أيضًا إمكانيات.
الاستسلام
ومن هناك انطلق البابا للحديث عن الفكرة الثانية، الاستسلام. فالتلميذان، بعد خبرة موت يسوع، يبدوان وكأنهما استسلما للأمر الواقع. فنراهما يحاولان الهروب من الوضع، ويتركان أورشليم.
ولفت الأب الأقدس إلى أن هذا الموقف هو منتشر في أيام الأزمة الاقتصادية العالمية هذه. فموقف الهروب والاستسلام قد يبدو كخيار عقلاني وعملاني (برغماتي).
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكننا فعلاً أن نسير في هذه الطريق، طريق الإستسلام؟ هل يمكننا أن نستسلم لانطفاء الرجاء؟ هل يجب أن نهرب من الواقع؟ هل يمكننا أن نغسل أيدينا وننغلق على ذواتنا؟
الرجاء
وشدد البابا على أن هذه اللحظة هي لحظة مؤاتية لعيش الرجاء، للبحث عن سبل تفتح أفقًا جديدة لمجتمعنا. وهنا يأتي دور الجامعة الهام. الجامعة هي “مكان يولد ويُنقل فيه العلم والمعرفة إلى الآخرين”. الجامعة هي “موضع التنشئة على الحكمة بمعناها الأعمق، أي التثقيف المتكامل للشخص”.
وفي هذا الإطار لفت البابا إلى أن الجامعة هي الموضع الذي نتعلم فيه فن “التمييز”، حيث نتعلم أن نقرأ الواقع. نقرأ الواقع ونعيشه بواقعية، دون خوف، دون هروب، دون موقف مأساوي.
ثم لفت الأب الأقدس إلى أن الجامعة هي أيضًا موضوع التنشئة على القرب من الآخرين وعلى التعاضد.