يفترض أن تتحتفل الهند، اسوة بباقي الدول بيوم اللاعنف، إذ تعتبره عيد وطنيًا بإمتياز؛ وقد حددته الأمم المتحدة في ذات اليوم الذي يوافق فيه ذكر ميلاد المهاتما غاندي تخليدًا لذكراه. إلا أننا أمام مشهد مغاير لكل التوقعات. فحين آمن غاندي بهندٍ حرة محررة مؤسسة على قاعدة التعددية في الأديان، تضرب الهند اليوم كل تلك المبادئ التأسيسية والدستورية عرض الحائط، متنكرةً لمرشدها الروحي مضطهدةً بعنف المسيحيين.
وفي سياق هذا المشهد عبّر ساجان جورج، رئيس المجلس العام لمسيحيّ الهند، عبر آسيا نيوز أنه من المعيب أن تضحي رؤية أب الوطن مشوهة بسبب حلقات العنف المتصاعد ضد الأقليّات.
فما يجري في كارناتاكا على صعيد المثل لا الحصر، يظهر مدى تضاعف حالات العنف تلك ضد المسيحيين بشكل خاص.
وتأتينا نتيجة الاحصاء الذي قام به المجلس العام لمسيحي الهند مؤخرًا، لتقرع طبول الخطر؛ هجمات متزايدة وبوتيرة أسرع مما عهدناها سابقًا. ففي 29 أيلول مثلاً انتهك 25 هندوسيًّا متطرفين حرمة كنيسة العنصرة ، معتدين بالضرب على خادمها وزوجته واحتجزوهما؛ وعلى قاعدة “ضربني وبكى سبقني واشتكى” تقدّم المعتدون بشكوى أمام الشرطة، متهمين الكاهن وزوجته بإكراه المؤمنين على اعتناق المسيحية.
فما كان من الشرطة إلا ان ترغم الضحيتين على توقيع تعهد بالتوقف عن أي نشاط.
من جهة أخرى و في السياق عينه تعرضت كنيسة أخرى في تيبتر في مقاطعة تومكور إلى إضرام النيران فيها، وكالعادة غدت الشرطة الطرف عن المعتدين غير آبهة بالشكوى المقدمة من الكاهن. إذا أردنا أن نسرد كل تلك المشاهد المؤلمة لطالت لائحتنا من تدمير وتدنيس المقدسات والآلات الموسيقية وكل ما وجد في اماكن العبادة تلك.
أمام مشهد العنف هذا المتفلت من أي قيود أو رادع، أشار الأب سيدريك براكاش مدير المركز اليسوعي لحقوق الانسان والعدالة والسلام أنه من الملزم مواجهة العنف المتزايد. وأضاف ساجان جورج أن: “المسيحيين مسالمين لا يقومون بأي جرم لا بل ينص الدستور على حقهم بالحرية الدينية. أما هذه الهجمات والتعديات إنما تؤسر سلبًا على تطوّر بلدنا”.
وزاد قائلاً:”برهن المهاتما كيف أن الاعنف تحدّى بنجاح إرادة الامبراطور البريطاني. فقد عمل جاهدًا لتثبيت التناغم بين مختلف العائلات الدينية إلا ان سخرية القدر شاءت أن يقتل على يد متعصب ديني”.