بعد أن زار صباح أمس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، في يومه الثاني من زيارته لجزيرة سردينيا، مزار سيَّدة بوناريا المريمي وصلى أمام تمثال السيّدة العذراء من أجل السلام في العالم وفي الشرق ولاسيما في سوريا. توجَّه بعدها إلى كنيسة القديس الشهيد ساتورنينو البيزنطيّة الأثرية التي تعود إلى بداية القرن الأول بعد المسيح ورتَّل طروباريّة الشهداء ومِن ثمَّ تكلم للحاضرين عن الشهادة المسيحيّة التي يعيشها المسيحيون الشرقيون اليوم وخاصة في سوريا ومصر والعراق.
أما ختام جولته الصباحيّة مساء أمس، فكانت في المحاضرة التي ألقاها في كليّة اللاهوت الحبريّة الوحيدة في سردينيا حيث توقفت الدروس الجامعية وسمع الجميع كلام غبطته بعد أن عرَّف عنه الاب فادي الراعي أمام الحاضرين. قدَّم البطريرك لحام خلال محاضرته موجزاً تاريخياً مختصراً عن بداية الكنيسة الأولى شارحا أسباب الانقسامات التي أدت إلى تعدد الكنائس وخاصة التي أدَّت إلى بروز كنائس ارثوذكسيّة وكاثوليكيّة شرقية وإلى كيفية عودة بعد المؤمنين إلى الكنيسة الكاثوليكية وانضمامهم إلى الكنيسة الروميّة. تابع غبطته حديثه مقدما كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك: تاريخها – إيمانها – طقسها – عاداتها – واقعها ودورها في الشرق وفي العالم. كما ختم محاضرته حول وضع المسيحيين في الشرق، لا سيما، في سوريا وقال لا شرقاً عربياً مسلماً من دون المسيحيين.
في آخر المحاضرة التي شارك فيها أكثر من مئتي شخص من أساتذة وطلاب ومكرسين وعلمانيين.
بعد ظهر أمس ترأس غبطة البطريرك لحام الذبيحة الإلهيّة في كاتدرائية مدينة كالياري، عاصمة جزيرة سردينيا وعاونه النائب البطريركي في أورشليم المطران يوسف جول زريعي، الأرشمندريت أنطونيو إنّوشنّطي وعاونه العديد من الكهنة من كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك ومن الكنيسة اللاتينية المحليّة. كما شارك في الذبيحة النائب العام لأبرشية كالياري ممثلاً المطران المحلي، ممثلين عن الكنيسة الارثوذكسية والكنيسة الارثوذكسية الرومانيّة وشارك في الذبيحة الإلهيّة مسؤولين وممثلين عن المقاطعة، المحافظة والمدينة ورؤساء بلديات عديدة والمدير العام لمطار المدينة وعدد غفير من المؤمنين.
قبل الرسالة والإنجيل، قِبلَ البطريرك لحام ثمانية فرسان جدد من الجزيرة في جمعية فرسان الصليب الأورشليمي المقدس، وألبسهم ثوب الجمعية بعد ان وعدوا بوفائهم للكنيسة الملكيّة وبمساعدتهم للمسيحيين في الشرق الاوسط.
بعدها منح غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الأب فادي الراعي الصليب البطريركي كعلامة شكر وتقدير لكلّ ما فعله خلال وجوده في جزيرة سردينيا، لعمله الدائم لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وخاصة الموقع الليتورجي البيزنطي المسؤول عنه – الإنجيل اليومي-، مقدِّراً عطاءاته وخدماته لكنيسة المسيح طالباً من الله تعالى أن يباركه في خدمته الرسوليّة الجديدة في هولندا وإلمانيا وفي خدمته للمسيحيين المتكلمين اللغة العربية ولأبناء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. بدوره شكر الأب الراعي في آخر القداس غبطته لقبوله بزيارة جزيرة سردينيا، لللقاءات التي قام بها وللحوارات التي أجراها خلال زيارته للجزيرة وشكره بشكلٍ خاص على منحه إياه الصليب البطريركي واعداً إياه بأن يبقى وفياً للسيّد المسيح وشعب الله.
–