منح الله الأردن رعاية هاشمية تهتم بأمس الأمور الإنسانية على الإطلاق في هذا الوطن الحبيب فكان نتاج اهتمامهم مثمراً يانعاً يقطفه الأردن رضا من الله ونجاحاً إنسانياً يخفف عن الآخرين عبء الحياة.
مركز سيدة السلام للأشخاص ذوي الإعاقة دليل الرعاية الهاشمية النبيلة إذ وتحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله تم افتتاح المركز رسمياً في نيسان من عام 2004 ليقدم خدماته للمجتمع بأمانة وإنسانية.
وقد أولى سمو الأمير رعد بن زيد كبير الأمناء اهتمامه ورعايته المباشرة كعناية أبوية مع المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين فكان لرعايته الأثر الطيب على الأهل وعلى أبناء المجتمع دفعهم للنظر في أمور المعوقين بحبٍ واهتمام.
مسيرة هذا المركز ما هي إلا مسيرة روحية أولاً وأخيراً، ثم هي تربوية إنسانية وطنية بأهدافها وسمو خدمتها عبر سنوات مضت فالرسالة السامية تلقى أصداء النجاح والبركة من الله راعيها الأول وحاميها. يكفي هذا المركز فخراً أن يحمل بمعناه وروحه اسم سيدة السلام، السيدة العذراء الحنونة والحامية والرؤوفة في ظل أيام ما عدنا نحتاج فيها إلا للسلام الداخلي في حياتنا وبيوتنا من ناحية والسلام الإنساني والسياسي الدولي من ناحية ثانية. هذه الرسالة الروحية هي صورة الله فينا، من خلال حضور الله في حياة الإنسان، فصلاتنا هي عملنا، عبادتنا هي شهادتنا اليومية وعطائنا هو حبنا للآخرين بوصية المسيح الأولى للناس عامة. 10 سنوات من العطاء والحب والنمو والتقدم، تمثل شركة واحدة لعيش مشترك، تجسد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين برقي ورسالة سامية، هي خدمة فئة من أبناء المجتمع تعاني من وجعٍ وهمٍ واحد يقوم عليها طاقم عمل رائع إلى جانب متطوعين وأولياء أمور وطلبة ومراجعين ومرضى يربطهم هدف واحد لتحدي الصعوبة فالجميع شركاء في هذه الرسالة.
تربوياً رسالة مركز سيدة السلام كانت خلال العشر سنوات السابقة رسالة توعوية وتعليمية وتأهيلية تقوم على تأهيل الكادر على العمل الأكاديمي والمهني والإبداعي، وهي تقوم على توعية الأهل من خلال دورات ونشرات ولقاءات مع المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة والحكومية، وبما أن الأعمال التطوعية لا حدود لها فقد امتدت الخدمات للقرى النائية بزيارات تنفيذية وبيتية. إنسانياً نحن في مركزنا نخدم الأشخاص ذوي الإعاقة على اعتبار الإخوة والإنسانية الصادقة فيها فالجميع شركاء في الإنسانية، برسالتنا ننتقل من البعد الرعوي إلى البعد الحقوقي إلى أفقر الفقراء والمحتاجين لينالوا المعونات المادية والطبية والإنسانية.
وطنياً هذا المركز يساند الوطن في رسالته الاقتصادية والتربوية فهو يحمل هم الدولة في عبء رعاية الإنسان المعاق. وعلى قدر العمل كافأ الله ببركته وجود هذا المركز من خلال زيارة مقدسة من قداسة البابا بندكتوس في عام 2009، وحظي المركز على بركة رسولية خاصة وصلت للمركز من قداسة البابا فرنسيس الأول في أيار 2014 من خلال سفارة الفاتيكان في الأردن ووزارة الخارجية، هذا الاهتمام الرسولي المقدس يجعلنا نطمع بأن تُكرم هذه المؤسسة من قبل مؤسستنا الوطنية الأردنية.
أخيراً السؤال المطروح للمستقبل ماذا ستقدم سيدة السلام للأشخاص ذوي الإعاقة في خططها المستقبلية؟ نقول، نحن نسمح لله عز وجل أن يعمل من خلالنا، نحن نزرع الإيمان والمحبة، نجعله حاضراً في الإنسانية، نحن نجسد الله في البشرية من خلال خدمة بشر ضعفاء، نحن نعطي الله للآخرين، نعمل على أن محبة الله من خلال محبة القريب والوحدة من خلال العطاء، نضيء شمعة الإنسانية، ننير الوطن، نفرغ ذواتنا لننشر الحب في العالم، لنزرع السلام، عملنا لك يارب فاقبل يا رب وبارك.