بعث البابا فرنسيس رسالة الى البابا تواضرس الثاني بمناسبة الذكرى الأولى على لقائهما الأول في الفاتيكان في 10 أيار 2013 تذكر البابا فيها الفرحة التي غمرته بلقائه بالبابا تواضرس مشددًا أن اللقاء بينهما عزز الروابط الروحية بين كرسي بطرس وكرسي مرقس التي كان البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث قد جدداها في 10 أيار 1973.
تحدث فرنسيس عن طريق الصداقة الذي نشأ بين الأقباط والكاثوليك: "بمساعدة الله تعلمنا كيف نبني القواعد الصلبة للتغلب على الاختلافت، مدركين أن ما يوحدنا أكبر بكثير مما يفرقنا، ها نحن نشهد على شراكة حقيقية معترفين بأنها ليست كاملة ولا مثالية، ولكن يجب تخطي العقبات المتبقية لتحقيق الشراكة الكاملة من خلال الحوار والمحبة والحقيقة."
هذا وشدد الحبر الأعظم أنه يجب استكمال الصلاة من أجل أن يتمكن هؤلاء الأطفال الذي يولدون الى الحياة الجديدة من خلال المعمودية أن يصبحوا واحدًا في المحبة. كذلك أكد فرنسيس على أنه يصلي دائما من أجل جميع المسيحيين في مصر والشرق الأوسط: "فليلهم الرب أولئك الذين يتحملون مسؤولية مصير الشعوب على تلك الأراضي، رغبة قوية لإيجاد حلول عادلة وسلمية تحترم حقوق الجميع."
ختم الأب الأقدس رسالته بالقول: "أنا أتبادل مع قداستكم عناقًا أخويًّا سلميًّا بالمسيح ربنا."
لقد كرس البابا فرنسيس في الأيام الأخيرة عدة تغريدات على تويتر لسر الزواج. فقد كتب في 9 أيار: “تتطلب القداسة منح الذات والتضحية كل يوم؛ لهذا السبب فالزواج هو الطريق الأسرع لنصبح قديسين”. ثم تحدث عن الموضوع عينه في 10 أيار، إذ كتب: “إن أسرة يُنيرها الإنجيل هي مدرسة للحياة المسيحية. فهناك نتعلم الأمانة والصبر والتضحية”. نود في هذه السلسلة من المقالات تقديم نظرة إلى مفهوم الزواج في بعض مراحل حياة الكنيسة، لنتوصل في ما بعد إلى تقديم بعض نصائح لعيش الزواج كسبيل إلى القداسة والسعادة.
بشارة العذراء مريم الكلية القداسة والكاملة الطهارة ، هو انتقال من العهد القديم إلى العهد الجديد . وحدث بشارة العذراء مريم هو الذي أعطى الرجاء للمنتظرين مجيء المخلص يسوع .كتب القديس لوقا الإنجيليّ مشهد بشارة العذراء مريم في صورة متوازية مع بشارة زكريا ، قاصداً بذلك أن يُظهر العلاقة الوثيقة بين البشارتين ، وفي الوقت عينه ، لكي يُبيّن سموّ بشارة العذراء على بشارة زكريّا ويّظهر علاقة الله بالإنسان ، والإنسان بالله بصورةٍ أجد وأعمق . فإنها علاقة تتخطّى حدود العائلة البشريّة ، والحسب والنسب ، واللون والعرق والجنس ، والمكان والزمان ، والثقافات واللغات ، والعادات والتقاليد ، وهي علاقة حوار حرّ مع الله . فالله الحب المطلق يعرض نفسه على مريم ليكوّن في أحشائها المخلّص فتبادله بالمثل وتقول ” نعم ” ، وهي علاقة عطاء ذات الله لنا دون حدود وشروط ، بتجسّد إبنه من العذراء مريم . ” إنه لسرّ عظيم ” سر ٌ فائق ، تمّ بعد انتظار واستعداد طويل لتحقيق وعد الله في ” ملء الزمن ” ، وهي ايضاً علاقة عطاء ذاتنا لله مثل مريم : وهكذا تبقى مريم العذراء مثالاً حياً سخياً لكل مؤمن ، لأن نعمة الله ، التي وجدتها مريم في البشارة ، قد وجدتها لنا أجمعين ، فعلينا أن نعمل بها .
نعلم من التقليد الرسولي والكنسي أن يواكيم وحنّة ، والدّي العذراء مريم ، قدّماها لتتربّٓى وتخدم في الهيكل ، منذ صغرها . وذلك انّٓ حنّة كانت عاقراً . فطلبت من الله أن يعطيها ولداً لتنذره وتكرّسه لخدمته تعالى ، فرزقها هذه الإبنة الممتلئة نعمةً .ولما بلغت الثالثة من عمرها ، أخذها أبواها وقدّماها للربّ عن يد زكريّا الكاهن ، لتسكن قريباً من هيكل أورشليم .وهذه التقدمة كانت أفضل التقادم وأقدسها ، منذ أن بُني الهيكل ، لأنها تقدمة إبنة تفوق بقداستها وجمال نفسها وجسدها سائر الملائكة والقدّيسين والبشر ، وكان ابن الله مزمعاً أن يحلّٓ في أحشائها ويتّخذ من جسدها جسداً بشرياً كاملا ً .فأصبحت مريم بكل قواها لله ، تتفرّغ للصلاة والشغل اليدويّ وتتعلّم القراءة وتنكّبُّ على على مطالعة الكتب المقدّسة . فأدركت كل ما فيها عن تجسّد ابن الله . بقيت في الهيكل احدى عشرة سنة مُختلية بالله غارقة في بحر كمالاته .كانت تحب التعب والشغل وتتقن جميع أعمالها ، تنام قليلاً وتكدّ كثيراً . الفاظها عذبة ، منادمتها لذيذة . وكثيراً ما كانت تخاطب الملائكة وتناجي الله .أقامت في الهيكل حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها ، وعادت إلى الناصرة حيث قبلت سرّٓ البشارة . ثم أخذها يوسف خطيبها إلى بيته ، بعد أن ظهر له الملاك .