يعبر هذا الإعلان عن حيوية الكنيسة جسد المسيح الذي هو رأسها وربانها، رغم تقلبات العصر واضطراباته. كما أن إعلان قداسة شخص معمد هو حافز لنا جميعًا يذكرنا أن القداسة هي هدف كل معمد وهي ممكنة للجميع، أيًا كانت وظيفته، مركزه الاجتماعي أو مستواه العلمي، فالله يريد أشخاصا صالحين يصنعون الخير ويجسدون الفضيلة ويعيشون في المحبة. وهذه دعائم تبنى عليها القداسة.

فالقداسة إذن ليست مقصورة على أشخاص بعينهم، وإنما هي دعوة موجهة إلى الجميع كما يؤكد ذلك بولس الرسول في ( أف 1/4) " اختارنا الله في المسيح فبل إنشاء العالم، لنكون قديسين بلا عيب في المحبة.

ويتكلم المجمع الفاتيكاني الثاني عن شمولية الدعوة إلى القداسة مؤكدًا أن ليس أحد خارجًا عنها: " من خلال الأشكال المتعددة للحياة والمهام المختلفة، ليس هناك سوى قداسة واحدة لكل من يقودهم روح الله والذين يسيرون خلف يسوع الفقير، المتواضع وحامل الصليب، لنستحق أن نكون شركاء في مجده" (رقم 41 الكنيسة).

بالتأكيد تعلن الكنيسة قداسة اشخاص عديدين، ولكن هناك قديسون، رجالا ونساء، عاشوا القداسة واغنوا العالم وليسوا بمعلنين. ودورنا لا أن نعلن قداسة الأشخاص فقط، وإنما أن نعيش هذه القداسة، وأن نكون نموذجًا يثير الرغبة في قلوب الآخرين.

ما معنى اعلان قداسة أشخاص؟

إعلان القداسة لا يعني الكلام عن الكمال، إنما هو إعلان انتصار عمل ونعمة الله في اشخاص عرفوا كيف يتجاوبون معها وعاشوا بمحبة فياضة ورجاء ثابت وسخاء كبير.

القداسة مسيرة تدوم مدى الحياة من خلال الأفراح والآلام، والنجاحات والمحاولات الأمينة الكثيرة التي تبدو فشلا ولكنها جزء مهم من مسيرة القداسة. إن القديسين هم نجوم تنير تاريخ الكنيسة والبشرية. لأنه عندما ترتفع نفس ترفع معها العالم وعندما تسقط نفس تخفض معها العالم. فما يحدث حولك يهمك وما يحدث لك يؤثر على كل من يتعامل معك، فليس هناك تقوى في معزل عن الآخرين.

يبقى سؤال آخر. كيف نصل إلى القداسة؟

هل يمكن أن أصل إلى القداسة بقواي الشخصية؟

القداسة ليست مجرد ثمرة مجهود بشري إنها عمل الروح القدس الذي ينشّط داخلنا، وهذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته يوم اعلان قداسة البابوين "عرفا كيف يصيغيان للروح القدس" إنها حياة المسيح القائم نفسه التي زرعت فينا وهي التي تُحوّلنا كما حولت الرسل في البداية والقديسين والقديسات على مر التاريخ.

يعلن القديسون بإيمانهم ومحبتهم وحياتهم وبطرق متنوعة الحضور القوي والمحوّل للمسيح الحي القائم. لقد تركوا المسيح يمتلك حياتهم حتى انه يمكنهم أن يرددوا مع بولس الرسول "لست أنا الحي بل المسيح يحيا فيّ" (غلا 2/20)

بكلمات بسيطة عملية نقول:

لا تترك فرصة تمر دون أن نلتقي بيسوع القائم في سر الأفخارستيا وهذا يظل نورًا في مسيرة يومك.

لا تبدأ يومًا ولا تنهيه دون أن تتبادل حوارًا مع الله ومع كلمته المقدسة وأن تصغي إليه من خلالها.

 اتبع وعش أشكال المحبة العملية تجاه القريب الذي يضعه الرب على طريقك كل يوم.

هذا ما جعل القديس أغسطينوس يقول " أحبب وافعل ما شئت" فإذا تكلمت فليكن عن حب، وإذا غفرت فبحب، ليكن في أعماقك حب الله، لأنه من هذا النبع (محبة الله) لن يصدر سوى الخير " فمن يقوده الحب ويعيش المحبة بعمق هو تحت قيادة الله ومملوء من الله القدوس.

إن القداسة لا تقوم في إتمام أعمال خارقة غير اعتيادية وإنما في إتمام أعمال عادية بروح المسيح اي بروح غير عادية . وأن نجعل مواقفه مواقفنا، وأفكاره أفكارنا، وهذا عمل الروح فينا متى تركناه يشكل حياتنا.

أود في الختام أن ادعو كلا منا أن ينفتح على عمل الروح القدس الذي يبدّل حياتنا، فنصير أعضاء في جماعة القديسين التي يخلقها الله على مر التاريخ، فنكون رائحة المسيح الذكية وشركاء في مجده.

لا تخف أن تنظر إلى القمة، قمة الله القدوس، ولا تخشى أن يطلب منك الأكثر دائمًا، بل اترك ذاتك في كل أعمالك ولحظات حياتك تقودها كلمة الله حتى وان شعرت في داخلك أنك ضعيف، خاطىء وغير مستحق فالله بحبه قادر أن يحولك . آمين

       ليلة عيد الرسل 28/6/2014 

المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام يهنئ بحلول شهر رمضان المبارك

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطيب للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في عمّان، أن يرفع التهنئة الصادقة إلى الأسرة الأردنية الواحدة، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وسمو الامير الحسين بن عبدالله المعظم ولي العهد، والعائلة الهاشمية، وجميع الإخوة المسلمين الذين نكنّ لهم كل تقدير ومحبة واحترام، راجين أن يعود هذا الشهر الفضيل وبلدنا الأردن الغالي كما  هو دائما واحة أمن وطمأنينة واستقرار، ومنارة عالمية للحوار والعيش المشترك والتلاحم على الخير بين أبناء الشعب الواحد.

كنيسة أنطاكية تحتفل بعيد مؤسسيها بقداس إلهي مهيب في البلمند

بحضور ما يقارب الأربعة آلاف شخص جاؤوا من لبنان وسوريا والانتشار الأنطاكي، أقام غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس القداس الإلهي لمناسبة عيد الكرسي الأنطاكي، عيد الرسولين بطرس وبولس بحسب ما أفاد موقع أبونا. أقيم القداس في ستاد جامعة البلمند وسط حضورٍ رسميٍ وكنسيٍّ على أرفع المستويات فشارك فيه مطارنة الكرسي الأنطاكي والأساقفة في الوطن وبلاد الانتشار ولفيفٌ من الكهنة والشمامسة ورؤساء الأديار والرهبان والراهبات، كما شكل هذا القداس محجةً جمعت ممثلين ووفوداً من كافة الأبرشيات الأنطاكية في لبنان وسوريا وبلاد الانتشار، وأتى تتويجاً لمؤتمر “الوحدة الأنطاكية: أبعادها ومستلزماتها”.