كم شخص منا يملك صليبًا أو صورة مقدسة في سيارته؟ تخيّلوا أنّ شيئًا كهذا يمكن أن يعرّض حياتكم للخطر! فمثلاً منذ أسبوعين توفيت امرأتان قتلاً لهذا السبب ما يجعلنا نتساءل أو نُصدم في القرن الواحد والعشرين: “هل يمكن أن تحدث هذه الأشياء في يومنا هذا؟!” للأسف، نعم!
في 31 آذار، تمّ الاعتداء على ميري سامح جورج وميادة أشرف من قِبل الإخوان المسلمين لمجرّد أنهما يقودان سيارتهما ويعلّقان صليبًا! في الشرق الأوسط كلّه وبعض مناطق أفريقيا وحتى في الكثير من دول العالم، نجد أنّ الملايين من المسيحيين يتمّ الاعتداء عليهم أو تعذيبهم. تحدّث يومًا الأمير تشارلز عن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط: “لا يمكننا أن نتجاهل الواقع بأنّ المسيحية وُلدت في الشرق الأوسط وبأنّنا نملك إخوة وأخوات في المسيح يعيشون في الشرق الأوسط”.
لا يمكننا أن نتجاهل أبدًا الأصوات التي تتعالى منددة بإيقاف الإجرام الحاصل بحقّ المسيحيين فمؤخرًا شهدنا مقتل الأب فرانس فاندر لوغت اليسوعي الذي قضى بإطلاق الرصاص في مدينة حمص في 7 نيسان الفائت. وما كانت جريمته؟ كان يخدم في سوريا لمدّة 50 سنة مساعدًا كلّ الأشخاص من مختلف الديانات. وكم من تقرير تودعه عون الكنيسة المتألمة بين أيدينا يخبرنا عن حال المسيحيين في سوريا الذين وصل عددهم إلى 600 ألف مسيحي مهجّر من بلاده من دون مأوى أو مأكل…
فبعد أن نادوا بالربيع العربي أتى الشتاء العربي والأصولية المتطرّفة ضد الأقليات الدينية بالأخص المسيحيين في غالبية الشرق الأوسط. في 15 نيسان بعد أن أودت قنبلة بحياة طفل وجرحت الكثيرين في مدرسة، قام البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وصرخ: “ليسمع العالم صراخ أطفال سوريا وبكاءهم وصلواتهم”.
وكم من مرّة طُرح الصوت والنداء من أجل إيقاف هذه الحرب الحاقدة ولا عجب أنّ البابا فرنسيس قد قال مؤخرًا: “إني أقول لكم اليوم بإنّ ما من شهداء قد قدّمتهم الكنيسة أكثر من هذه الفترة”.