ماذا تنصح عائلة ما أو شخص ما يجهلون التصرف حيال هذا الأمر؟
كليماتي: يمكن للعائلة أن تفهم بكل بساطة بأنه يمكن للمرء أن يمرّ بأوقات من الحداد أو الاكتئاب لذا عليها أن تتنبّه للأمر والتحدث مع الشخص الذي يشعر بهذه الحالة. يمكنك أن تطلب المساعدة من منظمة جيدة مثل غريس (GRIS) وهي منظمة تابعة للكنيسة الكاثوليكية تضمّ متطوعين كثر يساعدون في هذا المجال. من المهم جدًا أن ترى العديد من الناس قادرين على التخلّص من هذا المسار. إنه جيد لأنّ الناس يبدأون حياة جديدة.
هل تملك خبرات شخصية مرتبطة بعبادة الشيطان؟
كليماتي: أنا متفائل جدًا لأنني عندما كنت شابًا تقريبًا في عمر الثالثة عشر كنتُ أعاني ألمً في ظهري وكانت حالي رهيبة. كنتُ وحدي وأمضيتُ سنة في المستشفى. في ذلك الوقت كنتُ بعيدًا عن الكنيسة لأنني رأيتُ في المستشفى أناسًا يعانون الألم بالأخص الشباب الذين هم مثلي لأنني لم أؤمن بالله. كنتُ أظنّ أنّ الله سيء وليس جيدًا. لم أكن أعبد الشياطين إنما كنتُ شخصًا ضد الله. كنتُ مجدفًا. كنتُ حزينًا جدًا في تلك الأيام ثمّ فهمتُ فيما بعد. لذا كنتُ قادرًا على الخروج من تلك الفترة المشؤومة… كنتُ أبحث، أبحث عن شيء لنفسي. لم أكن سيئًا لأنني فكرت في هذه الطريقة. إنّ الموسيقى ساعدتني لأنني عندما كنتُ أعزف الموسيقى كنتُ قادرًا على الالتقاء بالآخرين. لم أكن وحدي. عندما كنتُ مريضًا كنتُ وحدي لأنني كنتُ أضع دعامة لظهري ولا يمكنني أن أقوم بما يفعله الآخرون. فكنتُ بعيدًا عن الكنيسة. أنا أفهم عندما يقول أحد أنا أكره الله لأنني أمضيت فترة من حياتي وأنا أكره فيها الله. لم أستطع أن أفهم لمَ كان يوجد هذا الألم في العالم بالأخص عندما كنتُ أرى أطفالاً في المستشفى مرضى ويواجهون مشاكل خطيرة.
هل يمكنك أن تخبرنا عن شخص عانى في هذا العالم؟
كليماتي: أتذكّر شخصًا بعمر الثامنة عشر أو التاسعة عشر أراد أن يتحدّث إليّ بعد أن أنهيت إحدى المؤتمرات. قال لي بإنه كان مهتمًا في فترة من الفترات في عبادة الشياطين. كان كاثوليكيًا ولكنه واجه أزمة بسبب عائلته، كان أبوه رجلاً شريفًا وخسر وظيفته لأنه لم يساوم على أخلاقه. عندما فقد الوالد وظيفته، عانى الولد من أزمة. فقالت الأم لزوجها: “لا تكن شريفًا وطيبًا إلى هذا الحد”. هذا ما أدى إلى قيام أزمة في العائلة لأنّ الوالد رفض أن يكون غير شريف. تمزّقت العائلة. فقال الشاب: “ولكن ما هذه الحياة إن كان أبي يفقد وظيفته بسبب شرفه؟” إنّ الوضع أثّر فيه كثيرًا. بدأ يؤمن بأشياء حيث إنّ الحياة هي شيء ينجح فيه الناس الأشرار. فأصبح مهتمًا بعبادة الشيطان لأنّ الشيطان يملك الرسالة ذاتها وهذه العقلية. ثم حُلّت المسألة في العائلة ووالده وجد وظيفة أخرى. هذا مهم أنه أخبرني قصته. قال لي: “لم أكن سيئًا ولكني آمنت لفترة ما بالشيطان”. لم يقم بأي أمر مسيء. لم يقتل أحدًا. لم يذهب إلى المقابر. ولكنه أصبح شيطانيًا في فلسفته للحياة. وهو مستعد بأن يقلب حياته. في وقت لاحق، أصبح متطوعًا. لقد أخبرتني عائلته بأنه ذهب إلى موزامبيق فقام بخبرة جميلة هناك واستطاع أن يبدّل حياته.
هل المشاركة في عبادة الشيطان تدوم طويلاً؟
كليماتي: إنهم عادة يبحثون عن التخلص من هذا الوضع ويمكنهم التغيّر. إنّ عبادة الشيطان ليست حالة يمكن للإنسان فيها أن يكون سعيدًا لأنها حياة مظلمة. إنّ الناس يحتاجون لأن يعيشوا معًا. علينا أن نصغي أكثر إلى الشباب وأن نفهم لمَ يشاركون. يوجد مثلاً في روما العديد من الجدران التي تحوي على الرسومات الشيطانية. أنا أسأل نفسي لمَ يقوم هذا الشخص بهذه الأشياء أثناء الليل؟ علينا أن نسأل، علينا أن نفهم لمَ. إنها يلعبون بالنار أحيانًا لأنهم ليسوا عبدة شيطان فحسب بل يوجد أيضًا الساحرون والمنجمون والمحضّرون للأرواح.
كيف تختلف عبادة الشيطان عن السحر والتنجيم؟
كليماتي: إنّ السحر والتنجيم يتعلّقان بالسحر. إنها ببساطة محاولة استخدام السحر من أجل اجتذاب القوة من خلال السحر ولكنها لا تتعلّق بالشيطان. يمكنك أيضًا أن تحاول أن تؤمن بالسحر وبأشكاله المختلفة. أنا شخصيًا أظنّ أنّ ذلك ليس جيدًا في كل الأحوال لأنها تعمل كأنّ الجهد غير ضروري. إنّ الأشياء تتطلّب جهدًا في الحياة… أنت تحتاج لأن تعمل، تحتاج لأنها تتعلّم. إنما مع السحر، تظنّ بأنّك يمكنك الوصول على أي شيء من دون الجهد. فمثلاً إن كنتَ تريد من هذه الفتاة أن تغرم بك يمكنك القيام بذلك من خلال السحر. إنما السحر يختلف عن عبادة الشيطان وهو سيء جدًا وخطير جدًا.
عمومًا، ما هو انطباعك حول هؤلاء الذين يعانون هذه الأشايء يمكن مساعدتهم؟
كليماتي: نحن إيجابيون. يمكنك أن ترى بأنّ كلّ وجهات النظر في الصف هي إيجابية ومساعدة بالأخص للكهنة وهذا مهم للغاية إذ كم من المرات تعاني العائلات مشاكل فيذهبون إلى كاهن ويطلبون منه المساعدة. لذا على الكاهن أن يحضّر نفسه ليدرك كيف يتصرّف فمن الرائع أن نجد العديد من الكهنة هنا. يمكن للكهنة أن يساعدوا كثيرًا ولكن عليهم أن يتحضروا. عليهم أن يفهموا كيف تحدث الأمور. لذا فهذا صف جيد لأنه يقدّم وجهات نظر كثيرة بمن فيهم الأطباء والكهنة الذين يؤمّنون المساعدة الوافرة.