“لكي نتعرّف إلى يسوع، علينا ألاّ نكتفي بالدراسة والأفكار إذ وحدها لا تكفي بل علينا أن نصلّي من القلب وأن نحتفل بالأسرار وأن نتشبّه به” هذا ما أعلن عنه البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مذكّرًا بضرورة قراءة الإنجيل الذي تآكله الغبار بحسب قوله من قلّة الاستعمال.
علّق على تأكيد يسوع “أنا هو الطريق والحق والحياة” وأشار إلى أنّ “معرفة يسوع هي من أهم الأعمال التي يمكن القيام بها في حياتنا” وسأل: “ولكن كيف عليّ أن أتعرّف إلى يسوع؟ يمكن أحدكم أن يقول لي: “من خلال الدراسة يا أبتِ. علينا أن ندرس كثيرًا!” هذا صحيح، أن ندرس التعليم المسيحي هو شيء صحيح ولكنّ الدراسة وحدها لا تكفي لكي نعرف يسوع. ثم تابع بأنّ بعض الناس يظنون بأنّ “الأفكار يمكن أن تقودنا إلى معرفة يسوع تمامًا مثلما كان يظنّ بعض المسيحيين الأولين الذين بقوا أسرى أفكارهم”.
وأكّد البابا: “لكي نستطيع أن نعرف يسوع علينا أن نفتح ثلاثة أبواب: الباب الأول هو أن نصلّي ليسوع. عليكم أن تعلموا أنّ الدراسة من دون الصلاة لا تفيد. علينا أن نصلّي ليسوع لكي نعرفه أكثر. إنّ اللاهوتيين الكبار كانوا يركعون عندما كانوا يدرسون. صلوا ليسوع! ومع الصلاة والدراسة نتقرّب منه قليلاً… ولكن من دون الصلاة لا يمكن أبدًا أن نعرف يسوع! أبدًا! الباب الثاني هو الاحتفال بيسوع. إلى جانب الصلاة، عليكم أن تشعروا بفرح الاحتفال. الاحتفال بيسوع من خلال الأسرار لأنه هناك تكمن الحياة والقوة والراحة والرباط والرسالة. من دون الاحتفال بالأسرار، لا يمكننا أن نعرف يسوع. وهذه هي مهمة الكنيسة: الاحتفال. الباب الثالث هو التشبه بيسوع. خذوا الانجيل: كما فعل هو، كما لو كان حياته، لأنّ هذا ما قاله لنا، وما علّمنا إياه وعلينا أن نحاول التشبّه به”.
وختم البابا قائلاً: “يمكننا اليوم في خلال نهارنا أن نفكّر في هذه الأبواب الثلاثة: هل أصلّي من قلبي أم أردد الصلاة كالببغاء؟ كيف يتمّ الاحتفال المسيحي في حياتي؟ كيف أتشبّه بيسوع في حياتي؟ كيف عليّ أن أتشبّه به؟ لمَ الغبار يتآكل إنجيلي؟ لأنني لم أفتحه يومًا! إحملوا الإنجيل، إفتحوه وستجدون كيف تتشبّهون بيسوع! لنفكّر في هذه الأبواب الثلاثة في حياتنا…”