“قلب المسيحي ثابت بالروح القدس، وليس قلبًا يتراقص من ناحية الى أخرى”، بهذه الكلمات استهل البابا فرنسيس عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا في الفاتيكان، مركزًا إياها على القديس بولس، الذي كان يبشر بلا توقف لأن قلبه كان منفتحًا لتلقي الروح القدس. تساءل البابا أي نوع من القلوب نملك؟ هل قلبنا ثابت بالروح القدس؟
أشار فرنسيس الى أن بطرس كان في ليقونية وهناك تعرض هو وبرنابس الذي كان يرافقه للكثير من الإهانة حتى ان الناس أرادوا قتلهما، لكن بطرس لم يستسلم بل تابع يبشر وشفى مقعدًا فظن الشعب أن الآلهة لبست بشرًا وحلت بينهم فكانوا ينادون برنابا زاويش وبولس هرمس، وكان من الصعب على بولس إقناعهم بأنهما كانا من البشر: “نحن نتعرض لذلك كل يوم، ولكننا نسأل ان نحظى بنعمة الحصول على قلب ثابت كبولس لكي لا نشتكي من الإضطهاد، بل أن نكون على مثاله هو الذي بدأ يبحث عن مدينة اخرى ليبشر فيها وليشقي المرضى هناك.” وتساءل البابا أين كان قلب بولس الذي استطاع أن يقوم بكل هذه التغييرات وواجه كل هذه المواقف بطريقة سليمة؟ يسوع يخبرنا في الإنجيل أن الروح القدس الذي أرسله الآب سيعلمنا كل شيء.
قلب بولس ثابت بالروح القدس، بهذه العطية التي منحنا إياها يسوع ولنجد الاستقرار في حياتنا علينا أن نتوجه اليه، فهو موجود في قلوبنا، لقد تلقيناه يوم عمادنا، هو يقوينا ويساعدنا على التقدم في الحياة. بحسب ما قاله لنا يسوع فالروح القدس سيعلمنا كل شيء وسيذكرنا بكل شيء، وهذا ما حصل مع القديس بولس، لقد علمه الروح كل شيء وذكره برسالة الخلاص.
ختم البابا قائلا أننا مع هذا المثل يمكننا ان نسأل أنفسنا اليوم أي نوع من القلوب نملك؟ هل قلبنا متقلب كراقص، كفراشة تتنقل من زهرة الى أخرى، هل هو قلب يخاف من تقلبات الحياة، ويخشى ان يشهد ليسوع، هل هو قلب شجاع، أم قلب يسيطر عليه الخوف ويحاول الاختباء دائمًا؟