كم يشبه مصير خلاصنا قصة هذا الثنائي، المطلوب بسيط ولكن يبدو أننا لا نستطيع أن نّتبعه!!
نقول القداسة أسطورة لن نستطيع إليها سبيلاً ... فتأتي عذراء الناصرة، لتقول لنا : لا،لا تعقدوا الأمور خذوا طريق البساطة!!!
كان سر قداسة مريم حفظ أمور الرب في قلبها،و تجديد ال "نعم" بثقة ومحبة و طاعة في بساطة كل يوم!!
لا يصعب علينا تصوّر يوميات الناصرة : ككل أم صالحة تحضر مريم مائدة عائلتها بحب ، تقوم بواجباتها المنزلية بأمانة، حتى أنها تخرج القمامة... و في وسط كل ذلك تصلي... فكطباخة ماهرة تعلم أن سر نكهة طعامها هو ملح الأمانة و بالكمية المطلوبة!!
فهمت أن لا قيمة لما نقوم به، مهما كانت طبيعته، بمعزل عن الرب... فما نفع أن نركض جاهدين في الإتجاه الخاطىء؟؟؟
ونحن كم من المرات نتلهى بأمور الدنيا متناسين نصيحة الرب حين تساءل (ما ينفع الإنسان إن ربح العالم كله و خسر نفسه؟؟؟)....و كم هو مؤسف أن حجتنا أن القداسة غير واقعية، فهي لقلة "مختارة"!!!
تأتي الأم السماوية لتنبهنا أن القداسة هي بمتناول كل منا و المطلوب أن نعيش الحياة المسيحية المنتصرة وهي البساطة. نحن جعلنا هذه البساطة معقدة !!! يقول لنا سفر إشعياء "وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا "ٱلطَّرِيقُ ٱلْمُقَدَّسَةُ": ورغم أن هذه الطريق ضيقة وعالية إلا أنها ليست فوق طاقتنا للسير فهي آمنة والشخص الوحيد الذي لا يستطيع السير فيها هو نجس القلب وبحسب كلمات النبي: "لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ".
التفرج من الشرفة لن يوصلنا بعيداً: " تَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي" يقول الله على لسان إرميا النبي... و فيما الأم السماوية بقلبها الطاهر وبساطة يومياتها تدلنا على الطريق، الكثير منا يجيد تضييع الوقت سدىً: نحاول التكهن في نهايات العالم و نهمل الصلاة والإماتة ... ندخل في تقييم إداء "الإكليروس " و نهمل ممارسة أسرار الكنيسة التي تقدسنا!!
نحن كتلك الزوجة نعلم جيداً بساطة ما يجدر بنا عمله و نسقطه تخاذلاً.
تحدث البابا فرنسيس مؤخراً عن نعمة القوة التي يهبها الروح القدس لمن أسماهم " قديسو الحياة اليومية" وبهم يثبت أن الكل مدعو للعيش بحسب قوة ونعمة الرب!! كان يطيب للقديسة تريزيا الطفل يسوع أن تجيب ببساطة على دعوة القداسة هذه وأطلقت على أسلوبها اسم "الطريق الصغير" حيث لا تعقيد من أساطير فقط كم من الحب الكبير. <br>علّ هذا النداء الذي جسدت بساطته الأم العذراء يصل الى كل نفس ، ويهمس لها : "انت كمان فيك تكون قديس"!!