في عيد القديسة ريتا استقبلت بلدة قب الياس البقاعية ذخائرها التي احضرها خصيصاً لتبقى في كنيسة البلدة، راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، فاصطف الأهالي على جانبي الشارع الرئيسي، وانطلقوا في مسيرة صلاة نحو كنيسة القديسة ريتا، تقدمتها الموسيقى الكشفية.
وفي الكنيسة احتفل بتدشين مزار خاص بالقديسة ، حيث بارك سيادته الماء ورش المكان بالماء المقدس.
وللمناسبة ترأس المطران درويش قداساً احتفالياً بمشاركة المطران اندره حداد، وبمعاونة خادم الرعية الأب ايلي ابو شعيا والآباء طوني رزق، وسيم المر واليان ابو شعر، وحضره قنصل البرازيل في لبنان السيدة سهام حاراتي، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، نائب رئيس بلدية قب الياس د. ضرغام توما وحشد كبير من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس الذي قرأه المطران اندره حداد، القى المطران درويش عظة توجه فيها بالمعايدة الى كل الذين يحتفلون بالعيد، ومما قال ” مبروك لكم ذخائر القديسة ريتا، مبروك لقب الياس وللرعية. نحن نؤمن أن القديسة ريتا هي قديسة المستحيلات، لذلك نتوجه اليها اليوموهي حاضرة معنا عبر ذخائرها المقدسة ونطلب منها ان تمنحنا رئيساً يقود البلاد نحو السلام، وان تمنحنا المحبة والأخوة بين بعضنا البعض”
وأضاف ” عندما زرت مؤخراً دير القديسة ريتا في كاسيا وقدمت لي الأم الرئيسة هذه الذخائر، فكرت بكل واحد منكم وقلت في نفسي ان اجمل مكان استودع فيه هذه الذخائر هي كنيسة قب الياس، لأنكم احببتم ان تكون لكم كنيسة على اسم القديسة ريتا”
وتابع درويش ” عدت للتو من فرنسا التي زرتها للمشاركة في مؤتمر كنيستنا في الذكرى الـ 125 سنة على استلام كنيسة القديس ” جوليان الفقير” في وسط باريس، وهي اقدم كنيسة في فرنسا، اللقاء عقد في الجامعة الكاثوليكية بحضور غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وبعض الأساقفة وجمهور كبير من ابنائنا في اوروبا ومن طلاب العلم في فرنسا ومن اساتذة التاريخ وسيما التاريخ الكنسي، وانا شخصياً قدمت محاضرة عن دور وهوية كنيسة الروم الكاثوليك في الشرق وفي الإغتراب، وأهم ما في هذه الهوية التي تميزنا والتي دمغتنا عبر التاريخ، هي سعينا الدائم للوحدة، الوحدة بين كل الكنائس، البابا القديس يوحنا بولس الثانياطلق مقولة عظيمة وقال ” الكنيسة تتنفس برئتين، الرئة الشرقية والرئة الغربية، وعنى بهما الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية اللاتينية. هويتنا ان نسعى لوحدة الكنائس لا سيما بين الكنيسة الملكية الكاثوليكية والكنيسة الملكية الأرثوذكسية، لذلك اباؤنا سعوا دائماً من اجل هذه الوحدة، ونشكر الله اننا نتقدم بخطى ثابتة، وما يميزنا ايضاً هو وحدتنا مع كل اطياف المجتمع، قيل عنا ونحن نقول أن الكنيسة الملكية هي جسر عبور يجتمع حوله كل الناس، لذلك من نفسية الملكيين الكاثوليك أن يكونوا متآخين متحابين مع كل الطوائف ومع كل الأديان”.
وأضاف ” انا اليوم اريد ان اركز على هذه الميزة ليست لنا فقط ولكن لكل اللبنانيين، نحن مدعوون ان نعبر الى الآخر بمحبتنا وبتفهمنا وقبولنا لهذا الآخر، قبول دينه، عقيدته، ارائه، آنذاك يحل السلام في ما بيننا، هذه من احمل ما تركه اباؤنا عندما عادوا واتحدوا مع الكنيسة الرومانية سنة 1724 .
والميزة الثانية التي ركزت عليها في محاضرتي في الجامعة الكاثوليكية هي التراث الليترجي الذي نتمتع به، ونعطي مثالاً على ذلك، القداس الإلهي، عندما نصلي ونحتفل بالذبيحة الإلهية، الليتورجيا تجعلنا خارج الزمن، لأن الشيروبيم والسيرافيمالملائكة والقديسين الذين سبقونا الى السماءهم معنا ونحن معهم، نعيش ساعة من القداسة وكأننا في فردوس سماوي ، وعندما ينتهي القداس نعود الى عالمنا الأرضيلكي نقدس هذا العالم ونكون شهوداً لما شعرنا به وعشناه خلال الليتورجيا المقدسة”
ثم القت السيدة لينا حجار كلمة بإسم الرعية توجهت فيها بالشكر لسيادة المطران درويش على ذخائر القديسة ريتا التي ” ستسكن قلوب الجميع في البلدة” وشكرته ايضاً على سهره الدائم ورعايته الأبوية لكل ابناء الأبرشية.