وٓلدت مريم العذراء يسوع المسيح ، وأدْفٓأته بين ذراعيها ، وقمّطتْه بلفائف ، وأحاطته بالعناية الوالديّة . هذا هو يسوع الذي نتناولجسده ، والذي نشرب دٓمٓه الخلاصيّ من سِرّ المذبح المقدّس . هذا ما يؤكّده الإيمان المسيحي وهذا ما تُعّلِّمُه الكنيسة بأمانة .ما من لسانٍ بشريّ يستطيع أن يمجّد مٓن اتّخذ منها جسداً ، ونحن نعرفُ ذلك ، إنه الوسيط بين الله والبشر وما من مديحٍ بشريّبمستوى من أعطت أحشاؤُها الطاهرة الثمرة ، غذاء نفوسنا . يشهد يسوع عن نفسه بهذه الكلمات ” أنا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء ، من يأكل من هذا الخبز يحيٓ إلى الأبد ” ( يوحنا ٦ : ٥٠ ) .في الحقيقة نحن طُرِدنا من جنة عدنٍ بسبب طعام ، وبطعام نستعيد أفراح الجنّة . إتخذت حٓواء طعاماً ، فٓحُكِمٓ علينا نحن بصومٍ أبديّ ، ومريم أعطت طعاماً روحياً ابدياً ، فالدخول إلى وليمة السماء مفتوحٌ أمامنا.أرجوكم ، يا إخوتي ، خذوا هذا بعين الإعتبار مُخطّط حلاصنا ، وبآذان قلبكم اسمعوا حنان الله ، الذي انحنى علينا.
–