بداية كانت كلمة ترحيبية لصاحب الدعوة المطران عصام يوحنا درويش الذي رحب بأعضاء اللقاء مشيراً إلى ان من بين اهدافه خلق وعي لدى المسيحيين ليتجذروا في ارضهم، ومشدداً على أهمية النضال من اجل الدولة المدنية في العالم العربي لأنها الحل الأنجع للحفاظ على المسيحيين والمسلمين. ولفت سيادته إلى وجود وعي في زحلة للحفاظ على الأرض وإلى ان بيعها تقلص بقاعاً في السنوات الاخيرة، ووضع المجتمعين في أجواء لقاءاته في فرنسا مع عدد من المسؤولين السياسيين البارزين.
وبعد التداول في القضايا المطروحة في جدول الأعمال أصدر اللقاء بياناً شدد فيه على التزام مقتضيات الميثاق الوطني الذي يقوم جوهره على حق جميع مكونات لبنان في المشاركة الفعلية في النظام السياسي إضافةً إلى تحقيق لامركزية إدارية ومالية موسعة وعادلة، ما يؤمن مقتضيات الميثاق الوطني. وإذ لفت اللقاء في بيانه إلى خطورة الشغور في رئاسة الجمهورية على ميثاق لبنان وانتظام عمل مؤسسات الدولة، أوصى بضرورة عقد خلوة مسيحية عامة وشاملة تضم كل الطوائف والأحزاب السياسية بغية وضع وتثبيت “حدود آمان” سياسية حماية للميثاقية. وأضاف اللقاء في البيان أن انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بتمثيل حقيقي وقوي في مكونه المسيحي، قادر على التفاهم مع جميع مكونات الوطن، من شأنه تثبيت ركائز متينة لاستقرار لبنان وحفظ وحدته .
وفي موازاة ذلك ذكَّر اللقاء المسيحي بضرورة وضع قانون انتخاب عادل يحقق الميثاقية من خلال تأمين المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين وهي الركيزة الأساسية لإعادة إنتاج السلطة وتكوينها وفعاليتها.
وتوقف اللقاء عند عدد من المبادئ المهمة التي ذكرها قداسة البابا فرنسيس الأول
خلال زيارته الأراضي المقدسة، مشدداً على أهمية ما ذكره قداسته لجهة احترام الحرية الدينية التي تشكل حقا انسانيا اساسياً، وحرية الضمير والعبادة وحق اختيار الدين الذي يريده الإنسان. كما شدد اللقاء على أهمية الوثيقة المشتركة التاريخية التي وقعها قداسته والبطريرك المسكوني برثلماوس الأول، وما ورد فيها من الإعراب عن القلق العميق المشترك إزاء وضع المسيحيين في الشرق الأوسط وحقهم في البقاء مواطنين كاملي المواطنة والحقوق الخاصة والعامة في بلادهم، والتشديد على الإعتراف العادل بحقوق الشعوب، والتعاون الفاعل والملتزم بين المسيحيين.