عاد البابا من رحلته الى الأراضي المقدسة وجميعنا نأمل أن تمثر الجهود التي زرعها هناك. خلال زيارته قدم البابا دعوة الى شيمون بيريز ومحمود عباس كي يزورا الفاتيكان ليصلوا معًا على نية السلام بين إسرائيل وفلسطين، والغريب في الأمر أن الرد جاء من الرئيسين بعد وقت ليس بطويل ليرحبا بدعوة البابا التي سيلبيانها الشهر المقبل.
قد يسخر الخبراء السياسيون من هذا الطلب الذي اقترحه البابا وسيقولون صلاة من أجل السلام بين إسرائيل وفلسطين؟ بعد كل الصلوات التي تليت في الماضي؟ وبعد كل المحاولات التي باءت بالفشل؟ على أي أساس قد ترتكز الآمل اليوم في التغلب على العقبات؟
كان البابا قد قال أن فكرة الدولتين لا يجب أن تظل حلمًا ولكن يتساءل الكثيرون إن كان الأمل بالسلام هو حلم مستحيل يبدأ اليوم باتفاق على وقف إطلاق النار لينتهي باشتعال حرب قد تطيح بالمنطقة...
إذًا وبشكل مقتضب فإن الرأي السياسي يبني آمالا ضئيلة على فعالية الصلاة...
اللقاءات الأولى ضمن زيارة البابا الى إسرائيل
من رسالة آباء سينودس الأساقفة ، الكنيسة في الشرق الاوسط : شركة وشهادة على مدى التاريخ .إلى الكلّية القداسة مريم العذراء ، أُم الكنيسة وملكة السلام ، التي وضعنا أعمال سينودسنا تحت حمايتها ، نُوكِل مسيرتنا نحو آفاق مسيحية وإنسانية جديدة ، في الإيمان بالمسيح وبقدرة كلمته : ” ها أنا أعمل كل شيء جديداً ” ( رؤيا القديس يوحنا ٢١ : ٥ ) .إخوتي وأخواتي الأحباء : في المسيح ، يكنّ شرقنا محبةً خاصة للعذراء مريم ، بلادنا غنية بمزاراتها ومعابدها وكنائسها ،نحن نلتجىء إليها لكي تقود خطانا نحو بناء الملكوت السماوي على الأرض وقوامه مصالحتنا مع الله ومع أخينا الإنسان بإصلاح علاقتنا المحطّمة بينه تعالى ويننا ، وبين الناس وأنفسهم ، وبين الناس بعضهم مع بعض . مريم ، هي التي تحثنا على المسامحة المتبادلة للتعاون والتكاتف والتعاضد لإحلال الحق والرحمة ، العدل والسلام ، ولبناء مجتمع جديد أساسه المحبة .