رسالة التبشير ليس لها حدود ، حدودها العالم كلّه ، والخليقة كلّها . لا تقف الرسالة أمام أيّ حاجز عرقيّ أو قومي أو سياسيّ ؛
فالإنجيل " الخبر السار " ، هو عطيّة من الله لكل الناس . فالناس كلّهم مدعوون إلى إتّخاذ موقف واضح وإيجابيّ من البشارة .
بالإيمان بيسوع الحيّ القائم من الموت ، ليصيروا قادرين أن يوصلوا الحياة الجديدة إلى الآخرين ، محقّقين بالآيات عينها رسالة
المسيح . فبالمسيح الصاعد إلى السماء ، الجالس عن يمين الله الآب ، يبقى حاضراً في كنيسته ورسله وجميع المؤمنين به و المبشّرين بكلمته .
" فما من أحدٍ يَصعَدُ إلى السماء ، إلاّ الذي نَزَلَ من السماء وهو ابنُ الإنسان . وكما رفع موسى الحَيّةَ في البّرِّيّة ، فكذلك يَجِبُ
أن يُرفَعَ ابنُ الإنسان ، لتكون بهِ الحياةُ الأبديّةُ لكُلِّ من يُؤمن " ( يوحنا ٣ : ١٣ - ١٥ ) .
هذه الآية تُشير إلى الحيّة النحاسيّة في سيناء ، رمزاً لإرتفاع يسوع مصلوباً ، ثم قائماً من القبر ، وصاعِداً إلى السماء ، حياةً
لكلّ من ينظر إليه تائباً مؤمناً ؛ وهذا يُكمّل عيد الصعود .
" لا تٓضْطٓرِبْ قُلوبُوكم : إنّكُم تؤمنونٓ باللهِ فآمنوا بي أيضاً . في بيتِ أبي مٓنازِلُ كثيرة ، ولو لم تٓكٌنْ ، أتُراني قُلتُ لكم إنّي ذاهبٌ لٍاُعِدّٓ لكم مُقاماً ؟ وإذا ذهبتُ وأعددتُ لٓكُم مُقاماً ، أرجِعُ فآخُذُكم إليّ ، لتكونوا أنتٌم أيضاً حٓيثُ أنا أكون . أنتم تعرفون الطريق إلى حيثُ أنا ذاهب . قال له توما : " يا ربّ ، إنّنا لا نٓعرِفُ إلى أين تذهب ، فكيفٓ نعرٍفُ الطريق " ؟ قال له يسوع :
" أنا هو الطريقُ والحقُ والحياة " ( يوحنا ١٤ : ١ - ٦ ) .
هذه الآية تُركّز على يسوع الذاهب إلى الآب ليُعِدّ لتلاميذه وللمؤمنين به مكاناً ، لأنه هو الطريق والحقّ والحياة ، أي إنّه هو الطريق
والغاية معاً . وهذا أيضاً يُكمّل عيد الصعود الإلهي .
نطلب من العذراء مريم أن تُعلّمنا أن نترفّع عن كل خيرات الأرض ، فيكون اهتمامنا فقط ، الإستعداد للقاء الآب السماوي ، حيث الحياة الأبدية ، وحيث الملكوت مُعدّ لنا .