“ستحزنون ولكنّ حزنكم سينقلب فرحًا” هذا ما وعد به يسوع تلاميذه عند تلاوة إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني (يو 16: 20-23) أثناء القداس الإلهي الذي ترأّسه البابا كعادته من دار القديسة مارتا. وركّز على الفرح المسيحي الذي لا يمكن شراؤه إنما الله وحده يمنحنا إياه مؤكّدًا بأنّ فرح المسيحيين هو “الفرح الكامن في الرجاء”.
“مار بولس كان شجاعًا جدًا لأنه كان قويّ بالله. بالطبع، كان الرسل يخافون في بعض الأحيان. إننا كلنا نشعر بالقليل من الخوف في الحياة… بولس كان يعرف بأنّه غير مرغوب به بين اليهود وبين الوثنيين ولكنه لم يتوقّف أبدًا عن إيصال رسالته بالرغم من أنه سيعاني الصعوبات والاضطهاد. حتى يسوع كان خائفًا في بستان الزيتون وفي لقائه الأخير مع التلاميذ قال لهم: “ستبكون وتنتحبون وأما العالم فيفرح” على ألمكم كما حصل مع الشهداء الأولين في الكوليزيه.
“علينا أن نقول الحقيقة هنا: ليست كل الحياة المسيحية حفلة. ليست كلها! نحن نبكي مرات كثيرة، نبكي! عندما تمرضون، عندما تواجهون مشكلة مع ابنكم، ابنتكم، زوجتكم، زوجكم؛ عندما لا تحصلون على راتبكم عند نهاية الشهر ولديكم طفل مريض؛ عندما تعجزون عن دفع قسط المنزل وعليكم مغادرته؛ لدينا الكثير من المشاكل… إنما يسوع يقول لنا: “لا تخافوا! نعم، ستحزنون، ستبكون وسيفرح الناس لحالكم، من هم ضدكم”.
وتابع: “إنما يوجد حزن مغاير أيضًا: الحزن الذي نعيشه عندما نسلك طريقًا خاطئًا. عندما، إذا صح القول، نذهب لشراء السعادة والفرح التابعين للعالم والخطيئة، سنشعر في النهاية بالفراغ والحزن في داخلنا!… إنما الفرح المسيحي هو الفرح الكامن في الرجاء، إنه الفرح الموجود أثناء أوقات التجربة إنما لا نراه، “إنّ حزنهم سيتحوّل فرحًا”. هذا لا يعني أن تزوروا شخصًا مريضًا يتألّم كثيرًا فتقولون له: “تشجّع! تشجّع! ستشعر بالفرح غدًا!” كلا، لا يمكن قول ذلك!… حتى نحن، عندما نكون في الظلام، لا نرى شيئًا: “أنا أعلم يا ربّ أنّ الحزن سيتحوّل فرحًا. لا أعلم كيف، إنما أنا أعلم ذلك! أن نقوم بعمل الإيمان بالله! عمل إيمان!”
وقال البابا: “لكي نفهم كيف أنّ الحزن ينقلب فرحًا، أخذ يسوع مثال المرأة التي حانت ساعة ولادتها. صحيح، إنّ المرأة التي تريد أن تلد تعاني الألم كثيرًا إنما عندما تلد طفلها تنسى الألم. ماذا يتبقّى إذًا، فرح يسوع، فرح يطهّر. إنه الفرح المتبقّي. فرح يتخفّى في بعض الأوقات من حياتنا، لا نشعر به في أوقات الألم ولكنه ريثما يأتي، الفرح الكامن في الرجاء”.
“هذه هي إذًا رسالة الكنيسة اليوم لنا: لا تخافوا! تشجّعوا في الألم وفكّروا بأنه بعد ذلك سيأتي الرب، سيأتي الفرح، سيأتي النور بعد الظلمة. ليمنحنا الرب كل الفرح الكامن في الرجاء. السلام هو الشاهد على أننا نملك الفرح في الرجاء. كم من المرضى، الذين هم على شفير الموت ويعيشون في الألم، يشعرون السلام في روحهم؟ هذه هي بذرة الفرح، هذا هو الفرح الكامن في الرجاء، السلام. تشعر السلام في وقت الظلمة، في وقت الاضطهاد، ويفرح الجميع عندما تمرض؟ هل تشعر بالسلام؟ إن كنت تشعر بالسلام، ستحصل على بذرة الفرح التي ستقطفها فيما بعد. لنسأل الرب أن يفهمنا هذه الأشياء!”