الحقائق التاريخية والروحيّة التي أعلنها غبطة أبينا البطريرك الراعي حول زيارته الى الأراضي المقدّسة

رجل الشركة والمحبة في الأراضي المقدّسة (1)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أتت الزيارة بدعوة من قبل غبطة البطريرك طوال، الذي دعى  جميع البطاركة بمن فيهم الراعي كي يستقبلوا معاً البابا فرنسيس. واعتبرها البطريرك «فرصة أن نكون معاً»[1] وهذه الزيارة كانت الباب والمدخل، ليدخل منه الراعي الى حظيرته في القدس والأراضي المقدسة، كراع مارونيّ بإمتياز. 

إنها فرصة وهدية من الله، تلقّفها الراعي، وجعلها خطة طريق نحو الهدف الرعوي والكنسي، أن نكون معاً كبطاركة شرقيين مع البابا فرنسيس، تجمعنا على أرض المسيح، قضية واحدة ألا وهي الشهادة للإنجيل ونشرها في العالم.

1-    المبرر الوجوديّ الكياني

–         إن كل كيان حقيقي له الأسبقية، وما الكيانات الأخرى العارضة ليست إلا كيانات ظرفيّة بمعنى آخر، إن الموارنة والمسيحيين كانوا قبل الكيانات السياسية- الإجتماعيّة المعادية.

إذا ً الراعي ذاهب ليتفقد هذا الأساس الموجود وليثبّته، لئلا يترنّح هذا الأخير في تأويلات مجتزئة ويسقط في الظرفيّة الأيديولوجية. فالواجب الأوّلي الوجودي- الإيماني، يقتضي أن يزور الراعي أولاده الموارنة والمسيحيين في الشرق وخاصة في الأراضي المقدسة، إنه  واجبٌ مقدّس وملزم في آن معا للبطريرك، ولا أحد بإمكانه أن يتنكر على الرأس هذا الواجب السابق والمحق، حتى لو كلّف غبطته أن يعانق الصليب كمعلمه الرب يسوع[2].

–           أما الواقع الذي يقيم عليها الموارنة، هو في نظر الكنيسة المارونية وعلى رأسها غبطة البطريرك : 1) فإنه واقع مقدّس؛ 2) منه أخذنا كياننا ومبرر وجودنا ودعوتنا ورسالتنا، فصار هناك إرتباط حميم بيننا وبينه وما يمثّله ويحمله من حقيقة الرمز المسيحي؛3) الأرض – الواقع شهدت على الفداء الذي حققه المسيح يسوع بدمه على الصليب؛ 4) وهي باب مفتوح نحو السماء؛ 5) على المسيحيين أن ينشروا بدورهم من على هذه الأرض قوّة الحب والغفران، إزاء ثقافة القتل والعنف والتعصب والتمييز العنصري.

 بهذا المعنى الحقيقي يُعاش الوجود المسيحي في الأرض التي يقطنها الموارنة، إنهم من سكان المنطقة الأصليين[3]، وهذه الأصالة الروحيّة- الوجودية هي رسالة غبطة البطريرك بشارة الراعي، ينقلها ويعلنها ويذكّرها لأبنائه الموارنة. فهاجس الراعي، أن يبقى الوجدان الماروني حيًّا وفاعلاً ونيّراً أينما وجدت الكنيسة المارونيّة، لأنه يدرك تماماَ أن رسالة القديس مارون، هي لعالم اليوم، وبمن فيهم سكان الأراضي المقدّسة، رسالة رجاء، ومشروع سلام، وثقافة غفران في الحقيقة.

  إن الشعب الذي يتذكر إرث آبائه ورسالته ودعوته، هو شعب حيّ بفضل وجدان حكمائه، وكيف بالحري حكمة السيد البطريرك الراعي؟       

[1] – زيارة البطريرك الراعي الراعوية الى الأردن، الجمعة 23 أيار 2014، خطاب غبطته أمام سفيرة لبنان في الأردن وامام الوفد المرافق.

[2] – المرجع ذاته.

[3] – راجع، خطاب البطريرك في كنيسة مار شربل في عمان، 23 أيار 2014.  

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير