خلال زيارة البابا فرنسيس الى الأراضي المقدسة كان برفقته أخ فرنسيسكاني يترجم له من العبرية والعربية. كان هذا الأخ سيلفيو دو لا فوينتي المولود في بوينس أيريس وهو يعمل في حراسة الأراضي المقدسة. وفي مقابلة له مع زينيت عبر الهاتف أعطانا معلومات مثيرة للإهتمام وددنا مشاركتها معكم.
***
كيف يعاش الحوار بين الأديان في القدس؟
تأتي المسكونية أو الحوار بين الأديان على مستويين، اللاهوتي أو إن أردنا الأكثر علمي، والآخر هو العيش المشترك اليومي على سبيل المثال، حين يحتاج شخص الى الخبز يذهب الى صاحب المتجر الذي هو مسلم أو إن احتاج النفط يذهب الى اليهودي. هذا أيضًا تعايش بين الأديان، فالتعاملات اليومية تفتح الآفاق على الحوار، والأفعال البسيطة ولكن القيمة التي قام بها فرنسيس تؤكد وتعزز أشياء كان المؤمنون والرهبان يقومون بها منذ زمن في الأراضي المقدسة.
نرى أن هناك عدد من الأصوليين، أم إنهم من الأقليات؟
سأعطيك مثالا. حين كنت أدرس العبرية كان هناك بعض المسلمين الذين يدرسون أيضًا. من بين أحد الواجبات كان علينا أن نلتقط صورًا لعائلاتنا لكي نعرّف عنها ونمارس اللغة. كان من الجميل أن نرى كيف كل واحد قد عرّف عن عائلته وأولاده ومن ثم ارتشفنا القهوة معًا وتبادلنا أسئلة حول عائلاتنا في جو من الإلفة والصداقة.
هل يمكنكم أن تشاركونا شيئًا أعجبكم عن البابا؟
الحقيقة هي أنني تأثرت كثيرًا بانفتاح الأب الأقدس وتودده للجميع. بعد كل الزيارات التي قمنا بها صعدنا على متن الطائرة (للعودة الى روما) وأتى أفراد الطاقم والتقط كل واحد منهم صورة مع البابا، وبعد المؤتمر الصحفي طلبوا توقيعه وإن كان بإمكانهم أن يتحدثوا معه فقبل بهدوء وذلك بعد ثلاثة أيام من برنامج مثقل بالزيارات. هو بنفسه قد قال أن اللفتات البسيطة في بعض الأحيان تكفي، كالبسمة، بحيث بإمكان أي علاقة أن تنشأ أم تحسّن بين شخصين.
هل وجد البابا وقتًا للصلاة في ظل هذا البرنامج المكثّف؟
في الحقيقة، حين كنا بالسيارة أم بالمروحية، كذلك على الطائرة، كان البابا يصلي، مستخدمًا الكتاب أو مسبحة الوردية. في بعض الأحيان كان يتوجه إلي بسؤال، أو أنا كنت أسأله أم أتشارك معه بعض الأفكار، ولكن في أحيان أخرى كان فقط يصلّي.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
