البابا: بصعوده لم يفترق يسوع عنا بل بقي معنا تحت شكل جديد

في كلمته قبيل صلاة افرحي يا ملكة السماء

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا فرنسيس قبيل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء يوم الأحد 1 حزيران من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بحضور حشد كبير من المؤمنين.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير

يحتفل اليوم في ايطاليا وفي البلدان الأخرى بعيد صعود يسوع الى السماء الذي تم بعد أربعين يومًا من الفصح. يخبرنا كتاب اعمال الرسل عن هذا الحدث، يسوع يفترق نهائيًا عن تلاميذه وعن هذا العالم (أعمال الرسل 1، 2. 9). من ناحية أخرى يخبرنا إنجيل متى عن وصية يسوع لتلاميذه: هو يدعوهم أن يذهبوا، أن ينطلقوا لإعلان رسالة الخلاص الى كل الشعوب (راجع متى 28، 16-20). “إذهبوا”، أو بالأحرى “انطلقوا” أصبحت الكلمة المفتاح لاحتفال اليوم: جزء من الآب ومن يسوع يأمر التلاميذ بالذهاب في العالم.

صعد جزء من يسوع الى السماء، أي عاد الى الآب الى من أرسله الى العالم. لقد أنجز عمله ومن ثم عاد الى الآب. ولكن هذا ليس افتراقًا، لأنه يبقى معنا الى الأبد تحت شكل جديد. بصعوده جذب الرب القائم من الموت أنظار الرسل وحتى أنظارنا الى أعالي السماوات ليرينا بأن هدف مسيرتنا هو الآب. هو بنفسه قال بأنه ذاهب ليعد لنا مكانا في السماء. بالتالي، يبقى يسوع حاضرًا وفاعلا في أعمال التاريخ البشري بقدرة روحه ومواهبه، فهو قريب من كل واحد منا: حتى ولو لم تروه بعيونكم هو هنا! هو يرافقنا ويرشدنا، يأخذنا بيدنا ويرفعنا حين نقع. يسوع القائم من الموت قريب من المسيحيين المضطهدين والمهمشين وهو قريب من كل رجل يعاني ومن كل امرأة تعاني. هو قريب من كل واحد منا، واليوم أيضًا هو معنا في الساحة. الرب معنا! هل تصدقون؟ إذًا فلنقل معًا: الرب معنا!

حين صعد يسوع الى السماء، حمل معه هدية الى الآب. وما هي تلك الهدية؟ جراحاته. جسده جميل لا توجد عليه أي كدمات بل توجد عليه الجراحات. حين عاد الى أبيه أراه جراحاته وقال له: “انظر أيها الآب، هذا هو ثمن الخلاص الذي أعطيتموه.” حين ينظر الآب الى جراحات يسوع يغفر لنا باستمرار، ليس لأننا طيبين بل لأن يسوع دفع الثمن عنا. حين ينظر الآب الى جراحات يسوع يصبح أكثر رحمة. هذا هو عمل يسوع اليوم في السماء، أن يظهر جراحاته، ثمن الخلاص، الى الآب. إنه لشيء جميل، شيء يدفعنا لطلب المغفرة من دون خوف. الآب يغفر دائما لأنه ينحني على جراحات يسوع وينظر الى خطايانا ويغفرها.

ولكن يسوع حاضر أيضًا من خلال الكنيسة، التي أرسلها لكي تستكمل رسالته. آخر كلمات يسوع لتلاميذه كانت وصية الإنطلاق: “إذهبوا وتلمذوا كل الأمم” (متى 28، 19). هي وصية واضحة وليست اختيارية! الجماعة المسيحية هي جماعة خروج وانطلاق. الكنيسة ولدت في الخارج. ستقولون لي: والجماعات المحصنة؟ نعم هي أيضًا، لأنها في خروج دائم بواسطة الصلاة والقلب المنفتح على العالم، وعلى آفاق الله. ماذا عن المسنين والمرضى؟ هم أيضًا، من خلال الصلاة والاتحاد بجراحات يسوع.

قال يسوع لتلاميذه المرسلين: “ها أن معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر” (الآية 20). نحن وحدنا من دون يسوع لا يمكننا فعل أي شيء! ففي العمل الرسولي لا تكفي قوتنا ومواردنا حتى ولو كانت ضرورية. فمن دون حضور الرب وقوة روحه، حتى ولو كان عملنا منظمًا لن ينجح. إذًا فلنخرج ونعلن الى العالم من هو يسوع.

مع يسوع ترافقنا أيضًا مريم أمنا، هي في بيت الآب، وهي ملكة السماء كما ندعوها في هذا الزمن، وهي معنا كما يسوع، تسير معنا، وهي أم رجائنا.

***

نقلته من الإيطالية الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير