الأمور الخمسة التي يندم عليها الأشخاص عند اقتراب ساعة موتهم، بحسب شهادة ممرضة

عند اقتراب ساعة الموت، ينظر الأشخاص عادة إلى حياتهم دون أقنعة ودون ذلك الرياء الذي غالبًا ما نستعمله، ليس مع الآخرين، بل مع ذواتنا. وقد جمعت ممرضة أمريكية في مقالة نشرتها على موقع “توب إنفو بوست” الاعترافات الخمسة الأهم التي قام بها أشخاص رافقتهم على فراش المرض والموت. وقد رأت الممرضة في المقالة بتعجب كبير نحو التحولات والعمق الذي رأته في الأشخاص المنازعين.

Share this Entry

المقالة ليست مكتوبة في موقع “روحي” أو “ديني” ولكن العمق الذي رأيته في الأجوبة دفعني إلى كتابة مقالة عنها وإلى ربطها بإيماننا المسيحي. لربما أفادنا ندم إخوتنا لكي نصلح حياتنا ما دام لدينا وقت. فكتاب ابن سيراخ يقول لنا: “اذكر أواخرك ولن تُخطئ أبدًا”.

1- الأمر الأول الذي يندم عليه الأشخاص هو: “أندم لأني لم أعش حياتي صادقًا مع نفسي، بل عشتها تجاوبًا مع توقعات الآخرين“. عيش حياتنا حسب المظاهر دون لقاء حقيقي مع عمقنا الشخصي هو واقع مؤلم وحزين جدًا. لأننا ندرك بشكل متأخر أن لنا حياة واحدة وأننا لسنا نعيش الآن “مسودة” بل نحن نعيش الحياة الوحيدة المتوفرة لنا.

من المهم في حياتنا أن نكون صادقين مع ذواتنا، أن ندرك ما هي أحلامنا العميقة، مدركين ومؤمنين مع القديسة تريز الطفل يسوع أن الرب لا يلهمنا رغبات عميقة لو لم يكن يريد أن يحققها.

2- الندم الثاني هو: “أندم لأني عملت بإفراط“. تشرح الممرضة أن هذا الندم يأتي بشكل خاص من مرضاها الذين كانوا رجال أعمال والذين كرسوا حياتهم للنمو الاقتصادي على حساب علاقاتهم البشرية، خصوصًا مع أولادهم، الذين نموا من دونهم. يرى هؤلاء الأشخاص بطلان كل ما فعلوه، تمامًا كما يذكرنا كتاب الجامعة: “باطل الأباطيل وكل شيء باطل، أي نفع من كل الجهد الذي يفعله الإنسان تحت الشمس؟”. يسوع يعلمنا، لا أن نتناسى مسؤولياتنا ونمونا المهني، ولكنه يذكرنا بأن حياة الإنسان ولو اغتنت لا تعتمد على غناه، وأنه لمن الحماقة بمكان أن يقضي الإنسان حياته بتوسيع مخازين قمحه دون أن يتوقف يومًا ليعيش ويُخلص نفسه.

3- الندم الثالث هو: “أتمنى لو أني عبّرت أكثر عن مشاعري“. نظن أننا سنعيش إلى الأبد، ونحرم أحبائنا من مشاعرنا فلا يعرفون محبتنا لهم إلا خلال المحن أو عندما يضحي الوقت متأخرًا جدًا لذلك. آباء الكنيسة يعلموننا أن نعيش كل يوم وكأنه الأخير في حياتنا، لكي نكون حاضرين في حاضرنا، لا غائصين في ماضينا أو تائهين في مستقبلنا. فالزمن الوحيد الذي يمكننا عيشه هو الآن.

4- الندم الرابع يرتبط بالثالث ولكنه يركز أكثر على الآخرين: “أتمنى لو بقيت على تواصل مع أصدقائي“: تفرض علينا الحياة المعاصرة أسلوب عيش – خاصة في المدن – يعزلنا عن الآخرين، حتى عن صداقاتنا الثمينة والحميمة وذلك بحجة “ليس هناك وقت”. مع أننا نجد الوقت لوسائل التواصل الاجتماعي (مثل فايسبوك، تويتر، إلخ) ولمشاهدة التلفاز ربما كل مساء. الكتاب المقدس يذكرنا بجمال الأخوّة. “ما أجمل أن يجتمع الإخوة معًا” يقول لنا المزمور. الصداقة نعمة، وكتاب ابن سيراخ يذكرنا بأن الصديق الأمين هو نعمة من الرب. فلنذكر هذه النعم ولنجد الوقت للتنعم بها، للتنعم بحضور أصدقائنا.

5- الندم الخامس هو: “أتمنى لو سمحت لنفسي أن أكون سعيدًا!”. قد يبدو تمنيًا غريبًا، ومع ذلك تصرح الممرضة أن هذا الندم هو الأكثر تفشيًا! كبشر نحن نقضي حياتنا بحثًا عن السعادة. في عملنا نجهد طلبًا للسعادة. في علاقاتنا وفي قطع العلاقات نقوم بذلك طلبًا للسعادة. ومع ذلك، تبدو السعادة مثل فراشة نحاول التقاطها، ولكن بقدر ما نطاردها، بقدر ذلك تهرب منها. العقبة الأكبر أمام سعادتنا هي نحن!

الكتاب المقدس يذكرنا بأن السعادة لا تنبع من الأشياء، بل تنبع من الداخل. السعادة والفرح هي من ثمر الروح القدس، كما يذكرنا القديس بولس، وهي تأتي فورًا بعد المحبة. يقول في رسالته إلى أهل غلاطية: “أما ثمر الروح القدس فهو الحب، الفرح،” إلخ… قلبنا قلق ومضطرب ويجد سعادته في الله وحده. الله – يعلمنا البابا بندكتس – لا يحرمنا من شيء، بل يجعلنا نتنعم بكل الخيرات بالشكل المناسب. فلنفتح قلبنا إلى الله ونكتشف معنى ما تقوله القديسة تريز الطفل يسوع: “يسوع، فرحي أن أحبك”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير