أساقفة، كهنة، مكرّسون رهبان وراهبات، بشخصهم يعود حزقيال الكاهن النبي الى التاريخ من جديد. مثل حزقيال تركوا ارضهم، كحزقيال فرغت كنائسهم، مثل حزقيال وشعبهم طُردوا وهجروا واقتيدوا الى ارض بعيدة.
مثل حزقيال لم يحملوا معهم ثياب القداس، ولا خبز التقدمة، فكنائسهم، مثل هيكل اورشليم، صار مقرّاً لأبناء الظلام. تحية لكم إخوتي، تحية لأسقف جعل من الكرافان مركزه، لا يترك رعيته لحظة، تكلّمه فتشعر بأطنان من ظلم مرمية على كتفيه، ويبث فيك سلاماً ورجاء.
تحية لكهنة، في صمتهم يتألمون، وبصمت يغضبون على ظلم طال شعبهم، يحنّون الى كنائس تركوها، يحصون الآحاد التي بقيت فيها قراهم دون قداس. يخدمون من وصل، ينتظرون من لم يصل بعد، يقلقون على من لم تُعرف اخباره.
يتألمون ولا يعبّرون، فشعبهم يحتاج الى قوّتهم.
يحزنون بصمت، يغضبون بصمت، لانّ الجماعة تحتاج لكل قطرة رجاء منهم.
تحية لكم اخواتي الراهبات، تحيون اليوم اسمى معاني الامومة، تحتضنّ الاطفال، تخشين على المرضى، تواسين الحزانى والمرضى وفاقدي الرجاء.
دموع تنحدر حارقة على الوجوه، تقفن هناك ملائكة رحمة، كرفائيل الملاك، “الله يشفي”. اشعر بألمكم وان كنتم تخفون المكم لتداوا الم رعاياكم، انتم اليوم علامة رجاء في كنيسة متألمة. انتم اليوم مثال لكل كاهن فقد في كهنوته حرارة الحب الاول، انتم اليوم لكل مكرّس ومكرّسة علامة نبوية في كنسية بدأ يفتر ايمانها، انتم اليوم معلمون ومعلّمات في الرجاء.
عرقكم وكدكم وجهادكم اليوم هو بداية انتصارنا، فقوة الله ستعمل عبركم، وهي عاملة منذ الآن. انتم هذه الأسماء التي سوف تضاف الى لائحة نحميا النبي، لائحة الكهنة العائدين نحو أرض الميعاد بعد مخاض السبي والتهجير.
انتم الذين اليوم تزرعون الرجاء بالدموع، ستحصدون الخلاص بالترنيم. انتم المنطلقون، باكين، حاملين زرع الايمان ترمونه في قلب شعب الله، ستعودون مهللين منتصرين، فرحين، معلين الخلاص. شكرا اخوتي على مثال اعطيتمونيه، شكراً على تعبكم، وصبركم ورجائكم. انتم اليوم مثال لي ولكل كاهن.
أ. بيار نجم
عينكاوه،
العراق ٢٨ آب