قام الصحافي نعمان طرشه بمقابلة مع المطران جورج أبو خازن النائب الرسولي للاتين في حلب، تلك المدينة التي لا تزال مأهولة حتى اليوم إنما الأكثر خطورة للأسف في العالم. أخبر الصحافي طرشه بأنه يعرف المطران شخصيًا منذ سنوات عديدة، ذلك المطران المعروف بابتسامته وبعزمه مثل جبال لبنان بحسب ما وصف الصحافي وكان قد دُعي المطران للمشاركة في لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب.

سأل طرشه المطران عن وضع السكان المدنيين في سوريا اليوم فما كان من المطران إلاّ أن أجابه بأنّ "الوضع يختلف من مكان إلى آخر فالناس يعيشون بأمان في بعض المناطق بعيدين عن الصراعات وأما في أماكن أخرى فنلقى الدمار ومناطق قتالية. فمثلاً حلب تفتقر إلى كل شيء من ماء وكهرباء وتواجه غلاء في المعيشة بالإضافة إلى حالة من البطالة التامة. فتخيلوا رب عائلة يصل إلى بيته عاجزًا عن شراء طعام العشاء لأولاده. هذا بالإضافة إلى مسلسل التهديدات والمنازل المدمّرة ولائحة يومية تطول عن الضحايا. يقع كل يوم عشرات الضحايا المدنيين حتى في الأحياء المسيحية".

وعندما سأله طرشه عما إذا كان الغرب يعي التهديدات الممارسة بحق المسيحيين في الشرق الأوسط، أجاب المطران: "في الواقع، أنا أتساءل ما إذا كان الغرب منشغلاً بالتهديدات الممارسة على المسيحيين في الشرق الأوسط. أنا أطرح علامة استفهام! إنّ الخطر الأكبر المحدق من حولنا هو انتشار التطرف وهو المثل الأبرز الذي يسمى الدولة الإسلامية وهو يشكل خطرًا حقيقيًا ليس على المسيحيين فحسب بل على كل الأقليات الإثنية والدينية حتى على الإسلام المعتدل. إنّ المسيحيين في حلب يعيشون في حالة من الخوف المستمر لأنّ تنظيم الدولة الإسلامية يبعد حوالى 20 كم عن وسط المدينة. وإذا ما اقترب التنظيم من حلب، سيكون من الصعب إيجاد ملاذ للفرار وعندئذٍ سيحصل التدمير الكامل للمدينة".

وتابع المطران بأنّ الغرب لو كان مهتمًا للمسيحيين لكان حرّك ساكنًا منذ أربع سنوات إنما لا أحد يرفع الصوت أو يطالب بل هم منهمكون بإنقاذ حيوان سينقرض فيلجأون إلى تأمين مسكن له وحمايته وأما الشعوب الإثنية والدينية فهي مسلوخة عن بلدها الأم ولا أحد يأبه بذلك.

وختم المطران قائلاً بأنّ الكنيسة في سوريا هي قريبة اليوم من كل المسيحيين وغير المسيحيين فلم يغادر أي أسقف شعبه أو أي كاهن رعيته، فهم يلجأون إلى تقديم المساعدات الملموسة. إنّ الكنيسة تساعد كل السوريين من دون تمييز من مسيحيين، كاثوليك، أرثوذكس أو مسلمين. إنّ الشعب السوري معتاد على التعايش السلمي بين أفراده وهذه مناسبة لإظهار الوجه الحقيقي من التضامن والمحبة في ظل هذه الظروف الصعبة.