إنّه الممثل الذي انطلق في عالم التمثيل من مساحةٍ ضيّقة في “حلم آذار”، خاض تجارب تمثيلية متعدّدة بعدها ليتميز بعدسة المخرج سمير حبشي، وينطلق بعدها في مسيرةٍ تحتضن أدواراً مختلفة، ليسطع نجمه الى جانب الفنان زياد برجي في “حلوة وكذابة”، ويقترب من القمّة.
هو جان دكاش الحائز دبلوم دراسات عليا مسرح، درس الإخراج والعزف على العود والغناء الشرقي في الكونسرفاتوار الوطني، فترك بصمة مميزة في عالم التمثيل وكان يطمح ليشقّ طريقه نحو عالم الغناء. وفي كلّ المراحل، لم يغب هذا الشاب عن النشاطات الدينية علماً أنّه رئيس اقليم شبيبة جونية. وكان قد أدّى دور السيد المسيح ليتشرّب منه رسالته التي ظهرت اليوم، فأبى أن يترك التمثيل ليدخل الابتداء والانطلاق بمغامرة التكرس للمسيح والاستعداد لنشر كلمته ومحبته في صفوف المؤمنين.
كما أنّ مسيرة دكاش لم تخلُ يوماً من الأعمال الإنسانية، فهو المندفع دوماً للحملات الخيرية مع حملة “من القلب للقلب” حيث خصّص المبلغ المالي الذي جمعه الشباب المتطوعين للفقراء والمحتاجين ولجمعية Kids First التي تُعنى بمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان.
ورغم أنّنا حاولنا الاتصال به للغوص معه في رسالته الجديدة، إلا أنّ التواصل ممنوع خلال فترة الرياضة الروحية حسب نظام الإكليريكية، حتى إنّه علمنا أنّ حتى بين رفاقه المنتسبين الى الكهنوت يرفض التحدث عن الموضوع وكيفية تخليه عن الشهرة بدافع حياته الجديدة، مكتفياً بتغيير الموضوع بطريقةٍ ذكية وغير محرجة. علمًا أن المرحلة الإعدادية تفرض عليه الابتعاد من الأضواء وحرمان الأهل من رؤيته إلا بشكل محدود وهو وحيد البيت على أربع أخوات.
فجان الذي تخطى سنته الأولى التي احتاجت دراسة عميقة من قبل القيّمين قبل قبول طلبه انتسابه، أمامه اليوم ست سنوات قبل أن يصبح كاهناً متدرجاً بين الشدياق والشماس، يختبر خلاله حقيقة رسالته فإما أن يكون كاهن رعية وإما أن يسخّر الفنّ لخدمة رسالته.
وعلمت “صدى البلد” أن “جان عندما يخوض التأمل أمام القربان يكون مؤثراً في كلماته، وكان يرتّل في اللقاءات التحضيرية في الشتاء الماضي”.
جان دكّاش المرشّح لجائزة أفضل ممثل لبناني دور مساند في الموريكس دور للعام 2014، يحصد اليوم جائزة روحيّة تنصّبه خادماً على مذبح الربّ. فهل فاز بالسرّ الأسمى قبل تسلمه جائزته الدنيوية؟
“جيسيكا معماري – صدى البلد”