“الإنجيل هو “حداثة”، يسوع يطلب منا أن نضع جانبًا الشقوق التالفة التي فينا” هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مشددًا على أنّه لا يمكن للمسيحي أن يكون “عبدًا للشرائع الصغيرة” إنما عليه أن يفتح قلبه لوصية المحبة الجديدة.
أراد الفريسيون أن يحرجوا يسوع سائلينه لمَ تلاميذه لا يصومون إنما لم يقع يسوع في فخ الإجابة وأخبرهم عن الحداثة. استوحى البابا فرنسيس عظته اليوم من قراءة إنجيل اليوم بحسب التقويم اللاتيني (لوقا 5: 33 – 39) على الحداثة التي يشير إليها يسوع بالخمرة الجديدة وقال: “ماذا يجلب لنا الإنجيل؟ الفرح والبشرى”. لقد كان معلمو الشريعة منغلقين في وصاياهم وأشار إلى أنهم أصبحوا مسجونين في الشريعة.
وتابع البابا: “يمكن أن يقول لي أحدكم: “ولكن يا أبتِ، ألا يملك المسيحيون الشريعة؟” بلى! يسوع قال: “لم آتِ لأنقض الشريعة بل لأكمّلها” من خلال التطويبات وشريعة المحبة، المحبة الكاملة كما أحبنا يسوع. وعندما وبّخ يسوع هؤلاء الناس، علماء الشريعة، طلب منهم أن يحرروا الناس من عبودية الشريعة ومن الأمور الصغيرة المفروضة عليهم. ومن هنا، ركّز البابا على الحداثة التي يدعونا إليها يسوع “حداثة الإنجيل وهي يوم احتفال وفرح وحرية” ويسوع يسألنا: “الحداثة، الحداثة: خمرة جديدة، زقاق جديدة ولا تخافوا من أن تغيّروا الأشياء بحسب شريعة الإنجيل”.
إنّ بولس يميّز جيدًا بين أبناء الشريعة وأبناء الإيمان. خمرة جديدة وزقاق جديدة. لهذا السبب تسألنا الكنيسة أن نقوم ببعض التغيرات. تطلب منا أن نضع جانبًا الشقوق التالفة التي فينا وأن نتخذ لنا زقاقًا جديدة، نابعة من الإنجيل. لا يمكنني أن أفهم العقلية مثلاً التي يفكّر بها علماء الشريعة، واللاهوتيون الفريسيون: لا يمكنني أن أفهم العقلية التي ينادون بها مع روح الإنجيل. إنها أشياء مختلفة. إنّ أسلوب الإنجيل هو أسلوب مغاير يحمل إلى فهم الشريعة بالملء. نعم! ولكن بطريقة جديدة: “خمرة جديدة في زقاق جديدة!”
وختم البابا قائلاً: “الإنجيل هو حداثة! الإنجيل هو فرح! ويمكنكم أن تعيشوا الإنجيل بالملء بقلب فرح ومتجدد. لنسأل الرب أن يمنحنا نعمة التناغم مع الشريعة. الشريعة التي نادى بها يسوع وهي وصية المحبة والوصايا التي تأتي من التطويبات. يا رب، امنحنا نعمة “ألا نبقى مسجونين” بل هبنا نعمة الفرح والحرية التي تأتي من حداثة الإنجيل”.