تمحورت عظة البابا الصباحية اليوم حول سؤال ينحصر بنا من ناحية إن نحن ندع الله يرافقنا في مسيرتنا، ففي عيد مولد العذراء شدد فرنسيس على أن الله موجود في “الأشياء الكبيرة” كما في الصغيرة أيضًا فهو صبور ويسير معنا حتى ولو كنا خطأة. تابع البابا عظته متحدثًا عن الخلق والمسيرة التي يتممها الله معنا في التاريخ فقال أننا حين نقرأ سفر التكوين نميل للظن بأن الله كان ساحرًا وخلق الأشياء بعصاه السحرية ولكن هذا ليس ما حصل لأن الله خلق الشياء وتممها من الداخل لتصل الى كليتها، هو أعطاها الحكم الذاتي ولكن لم يمنحها الاستقلالية.
أكد البابا أن الله ليس بساحر بل هو خالق وحين خلق الله الإنسان أعطاه حكمًا ذاتيًّا من نوع آخر: الحرية، وجعله مسؤولا عن الخليقة كي يستطيع التحكم بها لكي تصل الى ملء الأزمان أي حتى مجيء ابنه لأن الله وكما قال لنا القديس بولس جعلنا جميعًا على صورة ابنه. هذا وأضاف الحبر الأعظم أن مسيرة البشرية تقتضي أن نتشبه بالابن وهو بدوره يتشبه فينا. في سلالة يسوع نجد خطأة ونجد قديسين والتاريخ لم يتوقف لأن الله أراد الإنسان حرًّا، فالإنسان طرد من الجنة بسبب خطيئته ولكنه تركها وفي قلبه رجاء: الله لن يتركه بل هو يسير معه.
إن الرب الذي يسير معنا هو رب صبور وقد اكتسب صبره من الأجيال التي مرت خلال التاريخ بخطاياها ونعمها، هو يسير معنا لأنه يريد منا جميعًا أن نتشبه بابنه، منذ اللحظة التي منحنا فيها الحرية حين خلقنا، منحنا الحرية…لا الاستقلالية، وهو الى اليوم يسير معنا. الى جانب ذلك قال فرنسيس: “هنا نصل الى مريم التي نحتفل بعيدها اليوم لنسألها بصلواتنا أن توحدنا لكي نسير معًا والسلام في قلوبنا. هذه هي نعمة اليوم.”
اختتم الحبر الأعظم عظته طالبًا من المؤمنين وهم ينظرون الى مريم العذراء البريئة من الخطيئة أن يسألوا أنفسهم: كيف نسير في تاريخنا اليوم؟هل نحن ندع الله يسير معنا أم نسير بمفردنا؟ هل نسمح له بأن يساعدنا ويجعلنا نتقدم لنلتقي بيسوع المسيح لأن هذا ما يجب أن تختتم مسيرتنا به…