بعد أن عرضنا عليكم في مقالة سابقة 10 خطوات للوصول إلى السعادة بحسب البابا فرنسيس وهي:
“أن تعيش وأن تدع غيرك يعيش”، امنحوا ذاتكم للآخرين، كونوا لطفاء ومتواضعين وهادئين، العبوا مع الأطفال، امضوا أيام الأحد مع العائلة، ساعدوا الشبيبة على إيجاد وظيفة لائقة، حافظوا على الطبيعة، انسوا كل الأمور السلبية بسرعة، احترموا الرأي المختلف، إسعوا بنشاط لتحقيق السلام.
نتأمل اليوم عن سبب هذه المفاتيح العشرة التي تفسّر شعبيته… لماذا؟ ببساطة، لأنه يعيش ما يقوله ولا تناقض أفعاله كلماته فيمكننا أن نرى الفرح يغمر وجهه عندما تناول العشاء مثلاً مع اليسوعيين أو عندما التقى بالمتزوجين الشباب تاركًا أثرًا لدى الجميع. وإن كان يقول “عش ودع غيرك يعيش” فمن الصعب أن نراه يتجادل مع أحد بل على العكس يبدو دائمًا حرًا ساعيًا نحو الحوار بدل الصراع.
من السهل على الشخص أن ينجرف في السلبية ويصرّ على الصراع في عالم تختلف فيه وجهات النظر إنما عندما نصرّ أن لا نجعل أحدًا يعيش وألاّ نعيش نحن أيضًا بدورنا فسيصعب علينا أن نختبر الفرح الذي يدعو إليه البابا فرنسيس.
لقد شجّعنا البابا فرنسيس أن نعيش سعداء عبر منح ذواتنا للآخرين رافضًا فكرة العيش بانغلاق وهو كان خير دليل على ذلك، إذ كان يسعى دائمًا إلى الاقتراب من المهمشين وبكى ضحايا لامبيدوزا ورأيناه يوم خميس الأسرار، يركع أمام السجناء يغسل أقدامهم ويقبّلها. إنه بالفعل “رجل للآخرين”.
وبالطبع لن نتحدّث عن لطفه وتواضعه وبساطته في العيش فإنّ كل الأخبار التي تدوالت عنه تؤكّد ذلك ونحن شهدنا أكثر من مرة هذه الصفات التي تصطفيه. في النهاية، لا يوجد أي وصف يمكن أن يفي حق البابا فرنسيس ناهيك عن اهتمامه البالغ بالعدالة الاجتماعية وكان قد ذكر في رسالته “فرح الإنجيل” التزامه الكبير بالفقراء. والآن، أيسعنا أن نقول بإنّ هذه المفاتيح العشرة التي عرضها بنفسه لا تنطبق عليه هو أوّلاً؟ فالإناء ينضح بما فيه!