بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة اعلن فيها عن تكريس المستشفى لمريم العذراء واعلن اطلاق برنامج راعوية الصحة في المستشفى، ومما جاء في عظة سيادته :
” احتفلنا منذ يومين بعيد ميلاد مريم العذراء، وفي هذا العيد اجمع كل القديسين والآباء أن هذا العيد هو عيد فرح وابتهاج، والكنيسة تفرح وتبتهج بولادة امنا مريم العذراء، وفي رقاد العذراء فرح ايضاً لأن الإنسان ينتقل الى البيت الأبدي السماوي. ويلي عيد ميلاد السيدة العذراء عيد مهم جداً وهو عيد رفع الصليب المقدس الذي له رمزية خاصة.
تحتفل كنيستنا بتكريم الصليب ثلاث مرات في السنة والرابع عشر من هو أحد هذه الاحتفالات الكبرى وهو ذكرى لاكتشاف الصليب الحقيقي في عهد الإمبراطورة هيلانة سنة 326، واستعادته من الفرس في عهد الإمبراطور هيراقليوس سنة 629.
وضع بولس الرسول عبر رسائله لاهوت الصليب كما جاء في رسالة اليوم: “إنَّ كلِمةَ الصليبِ عندَ الهالِكينَ جَهالة، وأمَّا عندَنا نحنُ المخلَّصينَ فهيَ قوَّةُ الله … أمَّا نحنُ فنَكرِزُ بالمسيحِ مَصلوباً، شَكّاً لليهودِ وجَهالةً لليونانيّين.” (1 كور1/18-23). فنقل بذلك الفكرة التي كانت سائدة في ذلك الوقت أن الصليب أداة تعذيب ولعنة إلى أن الصليب هو مجدنا وينبوع بركاتنا وإكليل فخرنا. وقد تعودنا منذ صغرنا أن نكثر من إشارة الصليب قبل أي عمل نقوم به وعند نهاية كل العمل وبنوع خاص عندما نمر أمام كنيسة أو عندما نلقي التحية على مطران أوكاهن..
ونحن الشرقيين نأخذ قوتنا من الصليب، فالصليب وحده قادر أن يتغلب على الشر الذي يحيط بنا، واليوم اكثر من اي يوم آخر نحن لدينا قلق وخوف على المستقبل، ولكن اذا كنا نؤمن بالصليب، الخوف يتبدد والقلق يزول ونتابع حياتنا بسلام وهدوء. كما تعرفون أن المنطقة تمر في مرحلة صعبة، ولكن بوحدتنا كمسيحيين في البقاع ولبنان نستطيع ان نتخطى هذه الأزمة، والأكيد أن الرب يحفظ لبنان ويباركه بقوة الصليب ونعمته التي ارادت ان يكون لبنان مركزاً لمسيحيي الشرق ورسالة الى العالم، لذلك اردنا اليوم ان نكرّس المستشفى لأمنا مريم العذراء”
كما اعلن المطران درويش عن اطلاق برنامج راعوية الصحة داخل المستشفى، عبر خلية المرافقة الراعوية للصحة وشعارها مجانية المحبة المسيحية واحترام كرامة الشخص البشري، وميزة هذه الخلية هو الحضور والإصغاء الوجداني الى حاجات المريض ومحيطه العائلي والإستشفائي والتخفيف من عبء معاناته وألمه، كما تهدف الخلية الى تصحيح رؤية المريض لواقع مرضه وحثّه على اكتشاف المعنى لحياته وتجديد مفهوم إيمانه ورجائه ومرافقته ليعبر محنته بسلام وفرح. كما يشمل عمل الخلية المؤازرة المعنوية والروحية لعائلة المريض والجسم الطبي والتمريضي لتأمين أفضل تواصل وخدمة انسانية واستشفائية للمريض وعائلتهز
ويتألف فريق عمل خلية المرافقة الراعوية للصحة من : الأب فرنسوا كتورة، الأخت نينا العرجا، الشماس ايلي القاصوف، المرضات: رانيا نجار، جومانا حكيم، سينتيا جرجس، فاتن حداد والممرض ايلي مفرّج.
وبعد القداس انتقل الجميع الى الباحة الداخلية للمستشفى، حيث بارك المطران درويش تمثالاً للعذراء مريم قدّمته شبيبة مقام سيدة زحلة والبقاع، وجال فريق عمل خلية المرافقة الراعوية للصحة على المرضى في غرفهم متمنين لهم الصحة والشفاء العاجل.