ترسل منظمة خيرية كاثوليكية حوالى 300000 جنيه استرليني كمساعدات طارئة إلى سوريا لمساعدة المسيحيين المضطهدين وجماعات أخرى تعاني، وسط تحذيرات شديدة بشأن صمود الكنيسة في مناطق أساسية في الشرق الأوسط.
وقالت الأخت أني ديميرجيان من رهبنة أخوات يسوع ومريم لجمعية عون الكنيسة المتألمة الخيرية: “إن أردنا بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط، علينا مساعدتهم في حاجاتهم ليصمدوا”.
وتلبية لنداءات طارئة ممّن يعملون في سوريا، أمّنت جمعية عون الكنيسة المتألمة 290000 جنيه (أي 360000 يورو) كمساعدات.
ومن بين متلقّي آخر مساعدة مركز في حلب، تؤمّن فيه الأخت أني وفريقها الحاجات الأساسية للعائلات الفقيرة التي بقيت في المدينة، وقد قالت: ” حلب معرّضة لخطر الميتة البطيئة”.
لكن قبل انغماسها في الصراع في يوليو 2012، كانت حلب أكبر منطقة من حيث الكثافة السكانية في البلاد، مع أكثر من مليوني مقيم. اليوم، يُعتقد أنّ عدد سكّان عاصمة الشمال تقلّص ليصل إلى نصف مليون تقريباً.
وخلال وصفها لمعاناة حلب الكبرى من القتال المستمرّ وانهيار بنيتها التحتية، قالت الأخت أني لجمعية عون الكنيسة المتألمة إنّ الإمداد بالمياه والكهرباء لا يكفي حاجات الناس، وإنّ معظمهم “نسي معنى تناول اللحوم أو الفاكهة الطازجة”.
وبحسب الراهبة، دُمّرت معظم منازل المنطقة، مما أجبر العديدين على الهرب. كما وأضافت أنّ غزو الجرذان والأفاعي والحشرات الأخرى جعل الأمور أكثر سوءاً.
من ناحية أخرى، تدعم جمعية عون الكنيسة المتألمة الأعمال الخيرية للكنيسة في حمص والقرى المحيطة بها، حيث أجبر أكثر من 750000 شخص على هجر منازلهم.
وقال الكاهن اليسوعي الأب زياد هلال: “في حمص، يتزايد عدد من يعتمدون على المساعدات الغذائية وأغراض العناية الشخصية، بما أنّ العديدين عاطلون عن العمل الآن ولا ينعمون بمصدر للدخل.”
وستعني مساعدة جمعية عون الكنيسة المتألمة الجديدة أنّه سيتمّ تزويد أكثر من 15000 مهجّر بمسحوق للغسيل وصابون ومناشف، إضافة إلى المستلزمات الخاصة بالشتاء الوشيك، مثل الملاءات والثياب الدافئة.
وقال الأب زياد لجمعية عون الكنيسة المتألمة إنّ الكنيسة تؤمّن دعماً لكلّ المحتاجين، بغضّ النظر عن ديانتهم أو جنسهم أو انتمائهم السياسي.
إضافة إلى ذلك، فإنّ جمعية عون الكنيسة المتألمة تدعم كنيسة القديس كيرلس في دمشق لتلقين الأولاد والشبان التعليم الدينيّ. وقال كاهن الرعية الأب جوزف لاجين: “مركز التعليم الديني في رعيّتنا هو أكثر من مجرّد مركز دينيّ، فهو يكاد يكون العزاء الوحيد لحولى 500 ولد”. وأضاف: “ليس من السهل على جيل لم يسمع ولم يرَ إلا وحشية الدولة الإسلامية، أن يتعلّم روح السلام والصفح وتقبّل الآخر وحبّ العدوّ”.
أمّا بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فقد قُتل أكثر من 150000 شخص خلال الصراع في سوريا، وأكثر من عشرة ملايين شخص ضمن البلاد يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وهناك أكثر من ستة ملايين لاجىء داخلي في البلاد، وما يزيد عن مليوني سوريّ قد هربوا إلى بلدان مجاورة كلبنان والأردن وتركيا.
من ناحيتها، ومنذ اندلاع الحرب في مارس 2011، أمّنت جمعية عون الكنيسة المتألمة 2.8 مليون جنيه (أي 3.5 مليون يورو) كمساعدات لمشاريع في سوريا وللاجئين في البلدان المجاورة.
*
نقلته إلى العربية ندى بطرس – وكالة زينيت العالمية