لا بدّ من التّنويه أيضا، بأنّ صلة الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة بالأب الأقدس هي موضوع اتّحاد تامّ وشراكة كاملة، لأّنه لا يمكن للمرء أن يكون كاثوليكيّا من دون الاعتراف بأولويّة الحبر الرّومانيّ على الكنيسة والطّاعة له. ثمّة نصّ مجمعيّ مارونيّ تاريخيّ -على سبيل المثال لا الحصر- يعود إلى المجمع البطريركيّ المنعقد عام 1580 يتحدّث عن الحبر الرّومانيّ كالآتي: “إنّ البابا وضحت أوضحت هو رأس لجميع الكنائس المسيحيّة وأب ومعلّم كافّة المسيحيّين ورأس جميع البطاركة… يرعى ويدبّر ويرشد البيعة العامّة… والسّيّد البطريرك بدوره يرسل قاصده إلى المدينة المعظّمة الرّومانيّة ليؤدّي الطّاعة للحبر الأعظم وللكرسيّ الرّسوليّ عن البطريرك والأساقفة وجميع الإكليروس والشّعب كما هي العادة[2]. ممّا يوضح جليّا علاقة الكنيسة المارونيّة برأس الكنيسة المنظور بوجه خاصّ؛ وما ذلك إلاّ نموذج عن نظرة الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة جميعها إلى الحبر الرّومانيّ واحترامها لهرميّة الكرسيّ الرّسوليّ. والجدير بالذّكر أنّ المجمع الفاتيكانيّ الثّاني قد سلّط الضّوء على حتميّة الاتّحاد بين الأساقفة والبابا، وساهم في مسألة تنظيم العلاقة أكثر فأكثر بين الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة والبابويّة، على مستوى بطاركتها وأساقفتها، واللقاءات المتعدّدة مع رأس الكنيسة الكاثوليكيّة، والاجتماعات الخاصّة، وزيارة الأعتاب الرّسوليّة، وفقا لما نصّت عليه القوانين الكنسيّة.
[1] Cf. P. Vito Pinto, Commento al Codice dei Canoni delle Chiese Orientali, Corpus Iuris Canonici II, Libreria Editrice Vaticana, Citta del Vaticano, 2001, p. 56.
[2] راجع بطرس فهد، مجموعة المجامع الطّائفيّة المارونيّة عبر التّاريخ، مطابع الكريم الحديثة، جونيه-لبنان، 1975، ص.66-67.