لماذا تلبس العرائس فستانًا أبيضًا يوم الزفاف

لطالما رأى آباء الكنيسة في العرس الأرضي أيقونة للعرس السماوي، والبيت المسيحي “ظلًا لبيت الله الأبدي”.

Share this Entry

في رسالته الى أهل أفسس يتحدث الرسول بولس عن حب المسيح لكنيسته كمصدر حيّ لحب الرجل لزوجته؛ أما هي فيصفها ب”كنيسة مجيدة”: لفظة ( مجيدة) تعني ما يحمل التقدير العالي ، و قد جاءت بعض التفاسير لتضيف على هذه المقاربة ما قد يحمل في وصف الكنيسة على أنها “الملتحفة بالملابس الجميلة”.

يتبادر الى أذهاننا ذاك “الفستان الأبيض” : الحلم المخملي الذي يجلب كل الأنظار في أعراسنا… تطل فيه العروس كملكة تمشي في رهبة جمالها نحو قلوب تخفق فرحاً أو تأثراً…

بغض النظر عن التاريخ، الذي يخبرنا أن الفساتين البيضاء لم تكن شعبية إلاّ عندما ارتدت الملكة فيكتوريا فستان الدانتيل الأبيض في زفافها إلى الأمير ألبرت في عام 1840، يبقى أن لهذا اللباس الأبيض رمزية ، من الجميل إلقاء الضوء عليها …

لا بد أن معظمنا يعلم أن اللون الأبيض يرمز الى النقاء، ولكن الأمر أبعد من ذلك : فالعروس في ثوبها الأبيض هي إشعاعاً يدخل دفئاً في حياة جديدة ترى النور. في لباسها الأبيض : العروس هي سلام الرب المسيح الى عريسها، فيها يهدأ بحثه : فقد وصل الى كنزه….

ألم يقل الكتاب ” المرأة الفاضلة من يجدها؟؟؟ …. قيمتها تفوق اللآلىء ” ؟؟؟

في فستانها تفاصيل متقنة , نسيج طويل يتبعها و هي تشق طريقها… فالمرأة الفاضلة ثروة و النِعَم تتبعها أينما تذهب…

على رأسها تاج :

فهي ملكة قلب عريسها و الزوجة الفاضلة هي تاج لزوجها: من خلال شخصيتها النبيلة هي هدية الحب الإلهي الذي يجلب له و لبيته الكرامة!!

وفي طرحتها خَفَر :

تقف بتواضع أمام مذبح الله حساسة و مدركة لاحتياجات زواجها.

في قفازاتها الرقيقة التي تتبع ألف إبداع و تصميم ، تصميم من نوع آخر: قوة و استعداد للكفاح من أجل حبها و زوجها، بيتها و عائلتها. تحمل صليب تحديات الحياة اليومية، تقوى بإيمانها، و لا تفقد نعومة همسة اللقاء الأول ورقته…

في الغد عندما نراها تتألق بالأبيض فلنصلِ في عز و بهاء لباسها: أن تلبس الرب كي يكون قداستها وبِرَ بيتها… عندها ، كما يبشر سفر الأمثال ، سوف تضحك على الزمن الآتي فهي لا تخشى الغد في دفء هدية حب الرب.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير