“الحياة المسيحية هي “بسيطة”: الإصغاء إلى كلمة الله والعمل بها، عدم قراءة الإنجيل لمجرّد القراءة بل أن أتساءل كيف أنّ كلمته تخاطب حياتي الشخصية” هذا ما صرّح به البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
علّق البابا اليوم على قراءة الإنجيل بحسب الطقس اللاتيني (لو 8: 19-21) وأشار إلى أنّ الحشود كانت تتبع يسوع فمنهم من كان يجد الراحة عنده أو ينتظرون منه شيئًا فكان لوقع كلمات يسوع صدى في قلوبهم. “واليوم بعد مضي ألفي عام، لا يزال السيناريو يكرر نفسه… إنما يسوع تابع بالتحدث إلى الناس وأحبهم وأحبّ الحشود لدرجة أنه قال لكل من كان يتبعه بإنهم أمه وإخوته موضحًا بأنّ كل من يسمعون كلام الله ويعملون به هم أمه وإخوته. هذان هما الشرطان الأساسيان من أجل اتباع يسوع، الإصغاء إلى كلام الله والعمل به. وهذه هي الحياة المسيحية ولا شيء أكثر من ذلك. بسيطة وسهلة. ربما نحن نصعّب الأمر علينا، فنضيف التفسيرات التي لا أحد يفهمها إنما الحياة المسيحية هي هذه: الإصغاء إلى كلام الله والعمل به”.
وأضاف البابا: “لهذا أجاب يسوع وبحسب ما ذكر لوقا الإنجيلي “إنّ أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلام الله ويعملون به” بعد أن قالوا له بإنّ أقاربه يسألون عنه: إنما الإصغاء إلى كلام الله لا يقتصر على فتح الكتاب المقدس، الإنجيل وتصفّحه وقراءته بل الإصغاء. الإصغاء إلى كلام الله أي أن أسأل نفسي ماذا يريد أن يقول لي الرب بهذه الكلمة؟ ماذا يريد أن يقول لقلبي؟ وهكذا تتغيّر حياتنا”.
وتابع البابا: “في كل مرة نفتح الإنجيل ونقرأ الكلام علينا أن نسأل أنفسنا: “هذا الإله يتحدث إليّ، هل يريد أن يقول لي شيئًا؟ وإن كان يقول شيئًا فماذا يقول؟ هذا هو الإصغاء إلى كلام الله، ليس بالأذنين بل بالقلب. وأشار البابا إلى أنّ الله يتحدّث إلى كل واحد بمفرده إذ “الإنجيل كُتب لكل واحد منا”.
وقال البابا: “بالتأكيد ليس من السهل أن نعمل بكلام الله، لأنه يسهل علينا أن نعيش بسلام من دون التفكير بما يريد الله منا… من هنا، الرب “رحيم ويغفر للجميع”، “ينتظر الجميع لأنه صبور” إنه يستقبل الجميع، حتى الذين يصغون إلى كلامه ومن ثم يخونونه. فكّروا بيهوذا… الرب يبذر كلمته دائمًا طالبًا منا أن نبقي قلبنا منفتحًا للإصغاء إلى كلامه وأن نظهر الرغبة بالعمل به. لذا سوف أختم العظة بكلمات المزمور: “هدًى إهدني سبيل وصاياك فإنما هي مطلبي وسأحفظ شريعتك كل حين طوال الدهر وإلى أبد الآبدين”.