باباوان كانا حاضرين يوم أمس الأحد في احتفال المسنين والمسنات في ساحة القديس بطرس، البابا فرنسيس والبابا الفخري بندكتس السادس عشر. وكم كانت فرحة البابا فرنسيس كبيرة بحضور سلفه فقال: “قلت مرات عديدة بأنني سعيد لحضورك هنا، بأن تكون قاطنًا في الفاتيكان، فهذا بمثابة وجود جد حكيم في المنزل، شكرًا”.
أما البابا بندكتس العاشر فقد جلس في المقعد الأمامي مادًا يديه صوب البابا فرنسيس الذي كان يشكر الجموع على مجيئهم بهذا العدد الغفير إلى احتفال الأجداد والمسنين.
تلا رئيس المجلس الحبري للعائلات بعض الكلمات ثم أشاد المونسنيور باليا بالبابا بندكتس عشر وهو “الأول من بين الأجداد” مشيرًا إلى أنّ الشيخوخة غالبًا ما يتمّ اجتيازها من الغرق وذكّر بالممثلة الإيطالية آنا مانياني التي كانت فخورة بتجاعيدها وكانت تقول: “لقد ربّيت الواحدة تلو الأخرى”.
ثمّ قام ثنائي لاجىء من كردستان العراقي وشهد معاناة شعبه وهما مبارك وأنيسة، 74 عامًا و68 عامًا، متزوّجين منذ 51 عامًا وأهل لعشرة أولاد ولديهما 12 حفيدًا. ثم اغتنم البابا فرنسيس فرصة شهادتهما ليتحدّث إليهما: “إنّ العنف الممارَس على المسنين هو غير إنساني وهو شبيه بالعنف الممارَس ضد الأطفال إنما الله لا يترككم أبدًا، إنه معكم وبعونه ستظلّون في ذاكرة شعبكم وذاكرتنا”.
وأضاف البابا: “إنّ المسنين يملكون دورًا كبيرًا في حياة العائلات والجماعات وهو مشاركة الحكمة والإيمان وفي تلك البلاد حيث يتفرّس الاضطهاد الديني فيها، أفكّر في ألبانيا حيث ذهبت لزيارتها الأحد الفائت، إنهم الأجداد الذين عمّدوا الأطفال سرًا ونقلوا الإيمان. لقد كانوا شجعانًا في مواجهة الاضطهاد وحفظوا الإيمان في هذا البلد”.
وذكر البابا أنّ من حق المسنين أن يعيشوا في منازل تليق بهم ولا تشبه السجون مشيرًا إلى المسنين الذين يعيشون في بيوت الراحة شاكرًا العاملين لخدمتهم. ودعا المسيحين وكل ذوي الإرادة الصالحة أن يحاربوا ثقافة الإقصاء وبنيان عوض ذلك مجتمعًا أكثر إنسانية وصبرًا لا يبعد أحدًا.
وفي الختام، استشهد البابا بمقطع من الإنجيل عندما زارت مريم أليصابات التي كانت حاملاً في شيخوختها ليفسّر كيف أنّ حكمة أليصابات “أغنت النفس الشابة” في مريم وأضاف: “كانت مريم الشابة تصغي وتحفظ كل الأشياء في قلبها. إنّ حكمة أليصابات وزكريا أغنت مريم بالرغم من أنهما لم يكونا خبيرين بالأمومة والأبوّة إنما كانا خبيرين في الإيمان وفي الله من هذا الرجاء الذي كان يأتي من الله. وهذا ما يحتاج إليه العالم في كل الأوقات. مريم عرفت أن تصغي إلى والديها المسنين والمنذهلين، لقد علمت أن تتلقّى حكمتهما وهذه الحكمة كانت غنية بالنسبة إليها في حياتهم كامرأة وزوجة وأم. إنّ مريم تدلّنا على طريق اللقاء بين الشبيبة والمسنين ولا يمكن لمستقبل أي شعب أن يُبنى من دون هذا اللقاء”.