البابا فرنسيس: "الصلاة هي قول الحقيقة أمام الله"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

استوحى البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا من قراءة سفر أيوب بحسب الطقس اللاتيني (3: 1-23) وأشار إلى عدم المبالغة بإطلاق الشكاوى إذ يوجد أشخاص يعيشون “مآسي كبيرة” مثل المسيحيين الذين طُردوا من بيوتهم بسبب إيمانهم.

لعن أيوب يومه منذ أن وُلد وبدت صلاته بالنسبة إلينا كلعنة. “إنّ وضع أيوب كان مأساويًا لأنه فقد جميع أفراد أسرته وخسر كل ما يملك وأصابه مرض الطاعون وهذا المرض مثير للاشمئزاز. في تلك الحالة، بدأ يتفوّه بتلك الأشياء. إنّ أيوب اعتاد على قول الحقيقة وهذه هي حقيقة ما يشعر به. حتى إرميا استخدم الكلمات ذاتها حين قال: “ملعون اليوم الذي وُلدتُ فيه”. ولكن هل جدّف؟ هذا هو سؤالي اليوم هل جدّف أيوب حين قال هذا الكلام؟”

وتابع البابا: “عندما قال يسوع: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟” هل كان يجدّف؟ هنا يكمن السر. لقد سمعت مرات عديدة أناسًا يعانون من أوضاع صعبة ومؤلمة فيشعرون بأنهم وحيدون ومتروكون فيسألون: لماذا؟ لماذا؟ ويتمردون على الله. وأنا أقول: تابعوا في الصلاة بهذه الطريقة لأن هذه صلاة. لقد كان يسوع يتلو صلاة عندما قال للآب: “لماذا تركتني؟” وأيوب أيضًا صلى. لماذا؟ لأن الصلاة هي قول الحقيقة أمام الله. ولم يستطع أيوب أن يقول غير ذلك. إنّ الصلاة الحقيقية تنبع من القلب وتنطلق من الواقع الذي نعيشه”.

وأضاف البابا: “كم من الناس تشبه حالتهم أيوب لا يفهمون ما حدث لهم وكم من الإخوة والأخوات فقدوا الرجاء. لنفكّر بالمآسي، المآسي الكبيرة مثلاً هؤلاء المسيحيين الذين اضطروا أن يتركوا بلدهم وكل ما يملكون: “ولكن يا رب أنا أؤمن بك” لنفكّر بالمسنين المتروكين، لنفكّروا بالمرضى ومنهم من هو متروك في المستشفيات…

 وأشار البابا إلى أننا نستمرّ بإطلاق الشكاوى من دون أن يصيبنا أي مرض أو أي جوع فنتوقف عن الصلاة فمنهم من يقول: “أنا غاضب من الله، لن أذهب إلى القداس” لماذا؟ “لسبب تافه”. وأشار البابا إلى القديسة تريزيا الطفل يسوع، في الأشهر الأخيرة من حياتها، كانت تفكّر في السماء، وكانت تسمع صوتًا يقول لها: “ولكن لا تكوني سخيفة، لا تدعي الأوهام تتغلّب عليك. هل تعرفين ما ينتظرك؟ لا شيء!” مرات كثيرة نحن نشعر تمامًا مثل القديسة تريزيا الطفل يسوع إنما هي صلّت وطلبت القوة لكي تستمر وهذا ما يسمى الدخول في الصبر. إنّ حياتنا سهلة وشكوانا هي شكاوى بسيطة”.

وختم البابا بالإشارة إلى أمرين: “الأول هو التحضر لأوقات الظلمة التي يمكن أن تكون صعبة. حضّروا قلبكم لهذ الأوقات. ثانيًا: صلوا، صلوا مثل الكنيسة ومع الكنيسة من أجل الكثير من الإخوة والأخوات الذين يعانون المنفى وهم في الظلمة والعذاب مجرّدين من الأمل”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير