أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنّ تعليم اليوم هو مدخل إلى سلسلة تأمّلات حول حياة العائلة، حياتها الحقيقيّة بأوقاتها وأحداثها. وعلى هذا المدخل كُتبت ثلاث كلمات: “أَمِنَ المُمكِن؟”، “شكرًا”، “عذرًا”. في الواقع، هذه الكلمات الثلاثة تفتح الدرب للعيش الجيّد في العائلة. إنّها كلمات بسيطة لكنّ تطبيقها ليس بسيطًا أبدًا! الكلمة الأولى هي “أمن الممكن؟”. عندما نهتمّ بأن نطلب بلطافة حتى ما نظنُّ أنّه ربما من الأحقّية لنا الحصول عليه، فنحن نضع حاجزًا حقيقيًّا لروح التعايش الزوجيّ والعائليّ. لأنّ الدخول في حياة الآخر، حتى عندما يكون جزءًا من حياتنا، يتطلّب لياقة موقف لا ينتهك خصوصيّة الآخر بل يجدّد الثقة والإحترام. الكلمة الثانية هي “شكرًا”. قد نفكّر أحيانًا بأنّنا نسير نحو ثقافة العادات السيّئة والكلمات العاطلة، كما ولو كانت علامة تحرُّر، وهذه النزعة يمكن محاربتها في حشا العائلة، لذلك ينبغي علينا أن نصبح حازمين فيما يتعلّق بالتربية على عرفان الجميل والإمتنان: لأنّ كرامة الشخص والعدالة الإجتماعيّة تمرّان كلتاهما عبر هذه الدرب. فإن أهملتْ العائلة هذا الأسلوب فستفقده الحياة الإجتماعيّة أيضًا. فالإمتنان بالنسبة للمؤمن، هو في صلب الإيمان، والمسيحيّ الذي لا يعرف أن يشكر هو شخص نسي لغة الله. أما الكلمة الثالثة فهي “عذرًا”. كلمة صعبة، بالتأكيد، ولكنّها مهمّة جدًّا. عندما تغيب تتّسع التصدّعات الصغيرة – حتى بالرغم من إرادتنا – لتصبح حفرًا عميقة. إنّ العديد من الجراح العاطفيّة والعديد من الإنقسامات في العائلات تبدأ مع فقدان هذه الكلمة الثمينة: “سامحني”. لكنني أعطيكم نصيحة: لا تختتموا نهاركم بدون أن تتصالحوا. ولهذا الأمر يكفي تصرّف بسيط.