“مَن قلبه معلّق بالروح القدس سيلقَ السلام الذي لا يُنزع ولا ينتهي، على عكس أولئك الذين يفضّلون سلام العالم “السطحي” من خلال المال والسلطة” هذا ما قام اليوم البابا فرنسيس بإلقاء الضوء عليه أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
“سلام الأشياء يعني المال والسلطة والكبرياء أما السلام الكامن في شخص فهو الروح القدس. إنّ الأول نخاف أن يختفي. اليوم أنتم أغنياء أما غدًا فلا أحد يعلم ماذا يحصل وأما السلام الثاني فهو يستقرّ فينا إلى الأبد. استند البابا في عظته على إنجيل يوحنا (14: 27-31): “سلامي أعطيكم لا أعطي أنا كما يعطي العالم” مشيرًا إلى أنّه توجد أشياء في العالم يكمن فيها السلام إنما أي سلام؟ وأوضح قائلاً: “نُمنَح نعمة الغنى، “أنا أشعر بالسلام لأني رتّبت كلّ شيء في حياتي، كل حياتي، ليس عليّ أن أشعر بالقلق…” إنه سلام يعطيه العالم. لا تخافوا، لن يصيبكم أي مكروه لأنكم تملكون المال… سلام الغنى. ويسوع قال لنا بألاّ نثق بهذا السلام: “أنظروا إلى اللصوص… يمكن للصوص أن يسرقوا غناكم! ثم يمكن للمال أن يفسد مع الوقت! ماذا يعني ذلك؟ يمكن أن تتلاعب سوق البورصة ويختفي كل مالكم! إنه ليس سلامًا أكيدًا بل هو آني وسطحي!”
ثم تابع البابا وأخبر عن النوعين الآخرين من السلام الأرضي. الأول، هو سلام “السلطة” الذي لا يصلح أيضًا وقال: “فكروا بما حدث “بسلام هيرودوس” عندما أخبروه المجوس بأنّ ملك إسرائيل قد وُلد: تبخّر هذا السلام بسرعة. أو مثلاً سلام “الكبرياء” الذي فيه فسّر بأنّ الإنسان يكون اليوم محترمًا وفي الغد مهانًا مثل ما حصل مع يسوع بين أحد الشعانين ويوم الجمعة العظيمة “إنما سلام يسوع مختلف تمامًا”.
“سلام يسوع يكمن في شخص، الروح القدس! فيوم القيامة نفسه، أتى إلى العلية وسلّم: “السلام معكم. خذوا الروح القدس. هذا هو سلام يسوع: إنه شخص، إنه هدية عظيمة. وعندما يسكن الروح القدس في قلوبنا، لا يمكن لأحد أن ينتزع منا سلامه. لا أحد! إنه سلام أبدي! فما هي مهمتنا؟ علينا أن نتمسّك بهذا السلام. إحفظوه! إنه سلام عظيم، سلام ليس لنا بل ينتمي إلى شخص آخر يهبه لي، شخص آخر يسكن في قلبي ويرافقني في كل أيام حياتي. إنّ الرب منحني إياه.”
“إنّنا نلقى هذا السلام في سر العماد والتثبيت إنما فوق كل ذلك إننا نحظى بهذا السلام كالطفل الذي يحصل على هدية “من دون شروط بقلب منفتح”. علينا أن نتمسّك بالروح القدس من دون “سجنه” طالبين المساعدة من هذه “الهدية السامية” من الله”.
“إن كنتم تملكون سلام الروح، إن كنتم تملكون الروح القدس في داخلكم وأنتم حريصون على ذلك، فلا تضطرب قلوبكم. تأكدوا! قال لنا بولس بأنه علينا أن نخوض محنًا كثيرة لكي ندخل ملكوت السماوات. وختم البابا: “إنه سلام يسوع. يمنح الروح السلام في القلوب. ولا يخدّرها! في سلام! إنتبهوا، بهذا السلام فحسب يكمن وجود الله!”