ألقى البابا كلمة بعيد وصوله الى مطار تل أبيب شكر فيها المرحبين به في دولة إسرائيل التي فرح جدًّا بزيارتها، وشكر كل من الرئيس شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على كلمتيهما متذكرًا لقاءاته معهما في الفاتيكان.هذا وقال فرنسيس أنه جاء بحج يصادف الذكرى ال50 لزيارة بولس السادس التاريخية، التي غيرت منذ ذلك الحين العلاقات بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل، والعلاقات الدبلوماسية التي بنيت منذ 20 سنة ساهمت في تطوير العلاقات الحسنة وهذا ما تشهد عليه الإتفاقيتان الموقعتان والثالثة التي هي في طور العمل: “بهذه الروح أحيي شعب إسرائيل وأتمنى أن تتحقق تطلعاتهم للسلام والإزدهار.”
أكد البابا أنه وعلى خطى أسلافه اتى كحاج الى الأراضي المقدسة الغنية بتاريخها وهي منشأ الديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية، والإسلامية، والمسيحية وهي تحمل قيمة كبيرة للإنسانية، وأمل بألا تتسع هذه الأرض للذين يضمرون الشر لغيرهم. تابع الحبر الأعظم قائلا أنه سيزور خلال تواجده في الأراضي المقدسة بعض الأماكن التي تحمل أهمية كبيرة وشدد على أن القدس تعني “مدينة السلام”، ولكن وللأسف لا تزال الصراعات تهزها، والحاجة للسلام ضرورية ليس فقط في إسرائيل بل في المنطقة ككل، متمنيًّا أن تثمر الجهود التي تسعى لتحقيق حل عادل لإيقاف المعاناة.
حث البابا على السير في طرق الحوار والسلام بلا توقف، وجدد الدعوة التي أطلقها سلفه بندكتس السادس عشر من المكان عينه حين قال أنه من حق إسرائيل أن تكون موجودة وتزدهر بسلام وأمان داخل حدود معترف بها، وكذلك من حق الشعب الفلسطيني بوطن سيد ويحق له أيضًا العيش بكرامة. أكد البابا أنه سيزور “ياد فاشيم” وهو المكان حيث ذهب ستة ملايين يهوديًّا ضحية للمحرقة التي هي رمز دائم لشر الإنسان، ورجا الله ألا تتكرر جريمة كهذه أبدًا، ومن المعلوم أن عدة مسيحيين أيضًا ذهبوا ضحيتها.
أقر الحبر الأعظم أن زيارته قصيرة ولن يتمكن من لقاء الجميع ولكنه عبر عن قربه من جميع الإسرائيليين بخاصة الذين يعيشون في الناصرة والجليل. كما ووجه تحية خاصة الى الأساقفة والمؤمنين مشجعًا إياهم على المثابرة بالشهادة لإيمانهم متبعين تعاليم الرب يسوع الذي قدم حياته لجلب السلام بين الله والإنسان والإخوة، وأكد أنه يحمل الجميع في صلواته.