–
رمز الصليب
ليس خفيّاً أن الصليب يشكل رمزاً على جانب كبير من الأهمية في تاريخ هندسة الكنائس . فما أن حصل المسيحيون الاوائل على حرية بناء كنائسهم في عهد قسطنطين الكبير، حتى بدأت تلك، تتخذ شكل صليب. ولم يكن هذا فقط من باب الزخرفة إنما جُعل نسيجاً من البناء بذاته رمزا للإيمان بالمسيح المصلوب. وبذلك أصبح الصليب يشكل عنصراً بنيوياً للكنائس منذ فجر تاريخ العمارة المسيحية و حتى اليوم…
يتحدث القديس أغسطينوس عن المعنى الطوبولوجي- الروحي لشكل الصليب الذي ينغرس في حياة المؤمن كرمز لعمق نعمة الرب، و يصف تقسيمات الصليب بالجوانب المتميّزة من أعمال المحبة : و فيها الخطوط الأفقية ترمز الى أعمال المحبة الصالحة . والجزء الرأسي العلوي من الصليب يعطي الأمل و الرجاء بمكافأة الرب. أما الجزء السفلي من الصليب فيعكس الصبر والمثابرة.
هكذا تبدو الدعوة الصامتة لحجارة الكنيسة : إرفعوا قلوبكم نحو ذاك الصليب، ففبه الطريق الى الحياة الأبدية!!!