البابا: من يفتح قلبه على عزاء الرب، يعزي بدوره الآخرين

في كلمته العفوية خلال تلاوة صلاة الغروب في كاتدرائية القديس بولس في تيرانا

Share this Entry

“الرب يعزينا في كل ضيقاتنا حتى نتعزى ونستطيع أن نعزي كل من هو في ضيق” على هذه الجملة من وحي قراءة اليوم اعتمد البابا لإلقاء كلمته العفوية أمام المكرسين والكهنة والشمامسة والرهبان والمبتدئين خلال احتفاله معهم بصلاة الغروب من كاتدرائية القديس بولس في تيرانا.

استهل البابا كلمته مشيرًا الى تحضره لهذه السفرة ومتحدثًا عن أهمية الشهادة التي وقعت على أرض ألبانيا فقال: “كنت أتحضر في الشهرين الماضيين الى زيارة ألبانيا من خلال قراءة قصص الذين استشهدوا على هذه الأرض، وتفاجأت كثيرًا حين رأيت ما عاناه بلدكم. وعلى طريق المطار حيث مررت شاهدت الكثير من الصور والتماثيل للشهداء الذين استشهدوا في هذه البلاد علامة أنكم تملكون ذاكرة قوية لتشهدوا وتتذكروا شهدائكم الذين ضحوا من اجل بناء هذا الوطن، أنتم شعب شهداء، واليوم سمعنا شهادة اثنين منهم.”

وأضاف: “لقد تلا هذان الشخصان شهادة عن حياتهما بكلمات بسيطة ولكن مؤلمة، وإن سألناهما كيف استطعتما تخطي ذلك لأجابا “الرب عزانا” كما جاء في رسالة القديس بولس الى أهل كورنتس. كذلك تابع فرنسيس قائلا: “من المؤكد أنهما تألما جسديًّا ونفسيًّا وفكريًّا وتساءلا الى اين ستؤول بهما الحال، وعاشا حياتهما في خوف من المستقبل ولكن كان الرب هو من يعزيهما.”

تكلم البابا أيضًا عن القديس بطرس الذي وخلال تواجده في السجن مقيدًا بالسلاسل كانت الكنيسة جمعاء ترفع الصلاة من أجله، والرب عزّاه، وكذلك الرب عزّى كل الشهداء لأن من بين المؤمنين كثر رفعوا الصلاة من أجلهم: هذا هو سر الكنيسة التي تطلب من الرب أن يعزي شعبها، والرب يعزي بتواضع وبطريقة خفية.

شدد البابا على أننا لا يجب أن نبحث عن التعزية في غير الرب، فهؤلاء الشهداء بشهادتهم أوصلوا لنا الرسالة، فهم تبعوا الرب عن قرب لأن التعزية تأتي منه وحده، ومساكين هم الذين يبخثون عنها في أماكن أخرى بعيدًا من الرب‘ فمن يقوم بذلك لن يكون سعيدًا أبدًا، ولن يستطيع بدوره أن يعزي أحدًا لأن قبله غير مفتوح على تعزية الرب.

عاد البابا وكرر كلمات رسالة القديس بولس الى أهل كورنتس فقال: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا، حتى نستطيع أن نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله.” وعلق على ذلك قائلا أنه لا يجب أن ندع عزيمتنا تثبط وعلينا أن نكون مثالا بعضنا لبعض، “ونحن اليوم قد لمسنا شهداء.” (مشيرًا الى اللذين قدما شهاتهما الحية).

Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير