“لا يستطيع المسيحي أن يفهم المسيح المصلوب من دون الصليب، ومن دون أن يحمله معه” هذا ما شدد عليه الأب الأقدس في عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا في الفاتيكان. شدد البابا على أن المسيحي يجب أن يكون “قيروانيًّا (نسبة لسمعان القيرواني) وهو ينتمي ليسوع إن حمل معه الصليب وإلا يكون مسيحيًّا صوريًّا لا حقيقيًّا، قال الأب الأقدس ذلك متأملا بإنجيل اليوم حين يسأل يسوع تلاميذه من يقول الجموع أنه هو…
شرح البابا أن يسوع ومن خلال أسئلته أراد الكشف عن هويته الحقيقية ففي حالات كثيرة كان يسوع يوقف كل من أوشك على كشف هويته كابن الله الذي أتى ليخلص العالم، وذلك لأن الشعب كان يظن أن المسيح هو قائد عسكري جاء لطرد الرومان، وأمام الإثني عشر فقط سعى يسوع لكشف هويته الحقيقية.
“على ابن الإنسان، أي المسيح، أن يعاني كثيرًا، ويرفض من الشيوخ والحكماء ويصلب ليقوم في اليوم الثالث، هذا هو طريق الخلاص. هذا هو طريق المسيح: الآلام والصليب. فشرح هويته لتلاميذه ولكنهم لم يفهموا…وهو كان قد قال: نعم أنا هو ابن الله، ولكن طريقي طريق ألم ويجب أن أسير عليه.” برأي البابا، هذا هو المنهج الذي اتبعه يسوع ليفهم الناس لغز الله هذا.
تابع الحبر الأعظم شارحًا أن الخطيئة قبيحة ولكن محبة الله عظيمة وبهذه الطريقة خلصنا، بهوية الصليب. من دون الصليب لا يمكننا أن نفهم يسوع المسيح المخلص، فقد نعتبره نبيًّا عظيمًا، يقوم بأشياء خيّرة، هو قديس، ولكن من دون الصليب لا نفهم المسيح المخلص. لم تكن قلوب التلاميذ والناس مهيأة لتفهم هذا الموضوع، فلم يفهموا النبواءت.
أشار فرنسيس أنه في أحد الشعانين فقط سمح يسوع للحشود أن يعلنوا هويته حين صرخوا “مبارك الآتي باسم الرب” وبرأي البابا لو لم يتكلم الحشد لكانت الحجارة تكلمت، ولكن لم تكشف هوية يسوع الحقيقية إلا بعد موته والإعتراف الأول بذلك كان عن لسان قائد المئة. وضح البابا أن يسوع هيأنا خطوة بخطوة لنفهم، هيأنا لنرافقه بصلباننا على طول طريق الخلاص.