في مداخلته في السينودس
الفاتيكان، الأربعاء 15 أكتوبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي مداخلة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، في سينودس الأساقفة المنعقد في روما.
أود أن أعود الى الرقم 56 من وثيقة العمل التي تعنى بالحوار بين الأديان، وبخاصة العلاقات بين المسيحيين والمسلمين. هذه العلاقة بين المؤمنين من الديانتين لها تاريخ طويل في لبنان، منذ نشأة الإسلام، أي منذ بداية القرن السابع.
في وثيقة العمل نقرأ: “الكنيسة تنظر بعين التقدير الى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد، الحي والرحوم والكلي القدرة، خالق السماء والارض، والذي كلّم البشر”.
هذه الوثيقة ذاتها تأتي على ذكر لقاء أسيزي الذي عقد عام 1996، وفي هذا الصدد قال البابا بندكتس السادس عشر: “نحن نريد أن نبحث عن طرق المصالحة وأن نتعلم العيش ضمن الاحترام المتبادل لهوية الآخر”.
يتميز لبنان بهذا الود بين المسلمين والمسيحيين بعد ظهور الإسلام ، على الرغم من بعض الصعوبات التي اتسم بها تاريخهم. في الآونة الأخيرة، أي خلال الأربعين سنة الأخيرة، أصبح هذا الود المسيحي-الإسلامي أكثر صعوبة بسبب التدخلات الخارجية التي أدت على تعقيد الوضع.
لا نريد أن نتكلم عن السياسة، بل إننا نعبر عن الواقع. إن وضع المسيحيين في لبنان يزداد حساسية وصعوبة يوماً بعد يوم. يقل عددهم، عاماً بعد عام. منذ حوالي أربعين سنة غادر البلاد أكثر من مليون لبناني، من مسيحيين ومسلمين، ليستقروا في بلدان غربية أخرى.
إذا استمرت الهجرة على هذه الحال، قد نتساءل، وبدون تشاؤم، عن عدد المسيحيين اذي سيبقون في الشرق الأوسط حيث ولد المسيح وعاش ومات على الصليب ليفدي البشرية.
على الرغم من كل شيء، لا يمكن أن نستسلم لليأس. حيث يوجد الإيمان، يوجد الرجاء. نشكر الله أننا نملك الإيمان والرجاء، لأن لدينا شفعاء في السماء.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية